حسب معلوماتى المتواضعة عن الكهرباء أنه عند الربط بين طرفى سلك بشكل غير سليم فقد ينتج عن ذلك ماس كهربائى أو لا يسير التيار أصلاً، هذا يحدث فى الروابط الخاطئة بين توصيلات الكهرباء، فهل يحدث نفس الشىء فى الروابط بين البشر؟
أجد أن التوصيلات الخاطئة بين البشر تنتج أثارها المدمرة ولكن ليس بنفس السرعة، فكم ربط الإنسان قلبه بحب زائف، وأمل لا رجاء فيه، وأمنية لا خير فيها حتى وإن تحققت، ورغم زيف الحب وخيبة الرجاء إلا أن البعض ينفق عمره مدافعاً عن بقاء الرابط الذى يربطه بهم.
روابط بماض لم تلتئم جراحه مع الزمن، أو حنين لذكرى يشتاق القلب لتجددها، ورغم إنفاق العمر عليها لا الجرح ينتهى ولا الذكرى الجميلة تتجدد.
يقال إن الحكمة هى أن نضع كل شىء فى مكانه الصحيح، فهل وضعنا أنفسنا فى المكان والمكانة التى تستحقها؟ أم أننا ربطناها بما ظننا أن أنفسنا لا تحيى بدونه.
هل ربطت نفسك بحدث مضى لا تستطيع محوه بتوبة أو مغفرة مهما كررتها إلا أن آلام الماضى تتجدد ؟ أم أنك شخص آخر يربطه بالحاضر جمع كلمات تقدير من الحسنوات ولا تجد جمالك إلا من خلالهن؟ أم أنك هذا الشخص الذى يظن أن قيمته مرتبطة بقيمة رصيده فى البنك أن زاد قدره وإن قل ذلت نفسه ؟
آن الأوان أن نحطم الروابط الفاسدة، لنجعل أنفسنا فى الاتجاه الصحيح، أن نعى حكمة أن الله خلقنا لا نذل إلا له ولا نخضع إلا لسلطانه، أن نعى أنه خلقنا فى مراحل مرحلة تتلوها مرحلة بأعمارنا قد نتأذى من غضب غاضب أو غرور مغرور أو كيد مخادع، أو غباء جاهل، لكن فى النهاية تنتهى المرحلة لنبدأ من جديد، بل وتنتهى كل المراحل ليبقى الدوام لله وحده يغفر لمن يشاء ويرحم من يشاء لا يأس من رحمته ويقبل القليل ويعفوا عن كثير ويجعل فى أيام أعمارنا فرص لنقطع كل الروابط الفاسدة ونكونها من جديد على هداه وحكمته سبحانه.
