قال تعالى: {وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوْا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوْا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوْهُ إِلاَّ قَلِيْلٌ مِنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوْا مَا يُوْعَظُوْنَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيْتًا} (النساء:66 صدق الله العظيم . عودوا إلى أحضان وطنكم الغالى مصر، وطنكم يفتح ذراعيه إليكم الآن ويطلب منكم العودة إلى أحضانه قبل فوات الأوان، حب الوطن إحساس مرتبط بالشعور بالحب الحقيقى إليه والتضحية لأجله لا لتخربيه وقتل أبنائنا فى سبيل أشخاص وتعطيل مصالح الشعب وبث الرعب داخل قلوب ملايين المصريين أمامكم، لقد غرر بكم وها أنتم الآن تنفذون المخطط ولا تدرون ماذا تفعلون لأنكم لو تدركون لأوقفتم هذه الأفعال فاليوم تسيل الدماء سواء كانت منكم أو عليكم فالدماء كلها حرام واعلموا جيدا أنتم شركاء الوطن وأنتم هنا المقصود بها الشرفاء منكم فقط لأن كل من ساعد على إراقة الدماء أو التخريب سيقع تحت طائلة القانون، وسيحاسب على كل ماتسسب فى حدوثه من دمار للوطن ولتعلموا أن حب الوطن هو العمل بشرف فى تعزيز الشعور فى دفع البلد نحو رقيه وتقدمه، كلٌ فى مجال عمله والتفانى والإخلاص فى خدمته وبنائه والمحافظة على مكتسباته ومدخراته وممتلكاته، لا أن نعتصم برابعة العدوية وميدان النهضة وغيره من الأماكن، انتبهوا يا إخوانى اليوم يغرر برجالكم وشبابكم ونسائكم وهذا ليس فى سبيل الوطن بالعكس تمام فهو ضد الإسلام وضد الإنسانية فحب الوطن هو العمل على تعزيز مفهوم الوحدة الوطنية ووحدة الصف ودرأ الفتنة وما يثير الاختلافات المؤدية الى تفرقة الجماعة والأمة والعمل على القضاء على أنواع الأمراض الاجتماعية من صناعة الإنسان فلا اختلافات عنصرية أو مذهبية أو فئوية، علينا بالتمسك بمبادئ الدين الإسلامى الحنيف والتمسك بوحدة هذا الوطن العظيم الذى نعيش بفضل الله ثم رجاله المخلصين الذين جعلونا نتمتع بخيراته ونعيش مستظلين بنعمة الأمن والأمان، وأنه يجب التمسك به وعدم الالتفات لنداءات المغرضين والحاقدين لتدمير الوطن أرجوكم عودوا إلى أحضان الوطن، ما يحدث الآن ليست شهادة كما أوضحها لكم البعض هذه دماء حرام، ما رأيته أمس من حرق لعلم مصر فى اعتصاماتكم لايعبر عن الإسلام أو الوطن فإذا كانت محبة الوطن غريزية ودينية، فإن كراهية الوطن مخالفة للغريزة والفطر ومخالفة للدين، ولا يكره شخص وطنه إلا لانتكاسة فى عقله وفطرته، ولهذا من الخطأ أن يقول لا بد من غرس حب الوطن فى الناشئة، لكون حب الوطن مغروس فى الفطر السليمة، والذى ينبغى أن يقال لا بد من نشر التعليم الذى يرفع من مستوى التفكير الإيجابى وينمى العقل، فإذا فعل ذلك سقينا بذرة حب الوطن، وحب الوفاء فى الفطر. وهذا فى نظرى ملحظ مهم لا ينبغى أن نغلفه.
بكل صراحة لم يعد فى وسع المواطن المصرى أن يتحمل كل هذه المسرحيات التى لم تأت على مصر إلا بالدم والخراب والدمار..لقد دفع أجدادنا ثمن بلادنا عرقا ودما، فلن نقبل أن تكون طعاما لقطاع الطرق.
وصلت البلاد إلى حالة استقطاب الوطن، يجب وضع حد لفقدان هيبة الدولة ولم يعد ينطلى تذاكى البعض على أحد ولم يعد فى وسع الناس أن يعيشوا فى ظل غابات السلاح ودوس القوانين، وبالمختصر المفيد، إما احترام حقوق الآخرين وتطبيق العدالة بالسوية على الجميع، وإما "الطلاق بالمعروف". وإلى من لم يشبعوا دما وخرابا نقول:
اتقوا الله فى وطنكم ولن تنقصكم الأموال التى تربعتم عليها حراما أو حلالا، بل إن كثرة أموالكم ستسهل لكم الفرار لتتشردوا فى بلاد الله عندما تقضون على وطن كان اسمه مصر، من لا يحب وطنه ويعمل على معاداته ويخطط لدماره ويشترك فى خلخلة أمنه واستقراره ويساعد على انهياره فهو خائن لوطنه.
محمد عبد الرحمن الزنط يكتب: رسالة إلى معتصمى الإخوان
الثلاثاء، 23 يوليو 2013 12:34 م