مثقفون: ثورة 23 يوليو خلقت وعياً فى الضمير المصرى وغيرت وجدانه

الثلاثاء، 23 يوليو 2013 07:30 م
مثقفون: ثورة 23 يوليو خلقت وعياً فى الضمير المصرى وغيرت وجدانه صورة أرشيفية
كتب ياسر أبو جامع

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ستظل ثورة 23 يوليو 1952 واحدة من أهم الثورات فى التاريخ الحديث بما خلفته من آثار سياسية واقتصادية واجتماعية غيرت وجه الحياة فى مصر وفى الوطن العربى كله وعلى امتداد العالم الثالث، وما رسخت له من وعى وتأثير فى ضمير الأمة المصرية، مما جعلها رافضة للتبعية الأجنبية، ورافضة للدكتاتورية، باحثة عن العدالة والحرية.

الناقد الكبير الدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة الأسبق، قال إن ثورة 23 يوليو موجودة فى وجدان كل فرد من الشعب المصرى كبيراً وصغيراً، وساهمت فى تطور وعيهم الاجتماعى، والثقافى والثورى.

وأضاف "عصفور"، أن أكبر دليل على تأثير ثورة يوليو فى وعى الشعب المصرى، أن الملايين التى خرجت للشارع وأسقطت نظام مبارك ك فى 25 يناير كانت تحمل صورا لـ"عبد الناصر"، والملايين التى خرجت لتسقط نظام الإخوان كانت تحمل صورا لـ" عبد الناصر"، وذلك يرجع إلى أن أغلب الشعب المصرى من الفقراء الذين يتطلعون للتغير الذى شعروا به بعد ثورة يوليو.

وأشار "عصفور" إلى أنه من عبقرية الزعيم الراحل جمال عبد الناصر أنه حول الانقلاب العسكرى إلى ثورة شعبية غيرت وجه التاريخ المصرى، تبنت أحلام الفقراء، وساعدت فى رفع المستوى المعيشى للمصريين، وظلت هى الراسخة فى وجدان الشعب المصرى رغم كل المحاولات التى تمت لتغيير مسارها منذ تولى الرئيس الراحل أنور السادات للحكم، وسيظل من أهم مكاسب ثورة 23 يوليو التعليم المجانى، وتوزيع الأراضى على فقراء الفلاحين، فلولا هذه الثورة أعتقد أنى ما كنت استطعت أن أكمل تعليمى لأننى من أسرة فقيرة، ولولا تلك الفدادين التى وزعتها" ثورة يوليو"ما كان محمد مرسى العياط، الرئيس المعزول، وصل أكمل تعليمه ووصل للحكم، فثورة 23 يوليو ستظل حصنا داخل كيان الشعب المصرى.

وأكد "عصفور" أن الوعى الثورى الذى خرج به الشارع المصرى فى 25 يناير و30 يونيه، هو النبتة التى زرعتها ثورة 23 يوليو فى كل بيت فى مصر، وهى الآن فى عقول الشباب والكبار.

وقال الكتب الكبير محمد سلماوى، رئيس إتحاد كتاب مصر، إن ثورة 23 يوليو لم تكن حاضرة فى الشارع المصرى وفى الضمير الشعبى منذ رحيل قائدها "جمال عبد الناصر" قدر حضورها الآن، فقد جاءت الثورة فى يناير 2011، وفى يونيه 2013، تعبيرا عما قامت ثورة يوليو 1952 من أجله، ورافعة شعاراته من الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية.

وأضاف "سلماوى"، فى تصريح خاص لليوم السابع، أنه لم يكن من قبيل المصادفة أن أثر من رفعت صورته وسط هذه الثورة التى هى بلا قائد منذ 25 يناير حتى 30 يونيه، كان جمال عبد الناصر، وهذا ما يبقى من الثورات، فالثورة تؤثر فى الضمير وتؤثر فى الوجدان، بأكثر مما تتخذ من قرارات فى المجالات السياسية والاقتصادية وغيرها من مجالات الحياة، فمثل هذه القرارات تكون وقتية، أما ما يمس الضمير والوجدان فهو خالد، ولذلك ثورة يوليو حاضرة فى الشارع المصرى وفى وجدانه رغم مرور أكثر من 60 عاما على قيامها.

ومن جانبه قال الشاعر الكبير محمد إبراهيم أبو سنة، فى تصريحات خاصة لليوم السابع، إن ثورة 23 يوليو أثرت فى وجدان الشعب المصرى ووعيه تأثيرا عميقا، لأنها منحته صورة للتطور الاجتماعى والعدالة الاجتماعية، حيث إنها كانت تحمل مشروعا وطنيا فى شتى مجالات الحياة من اقتصاد وسياسة وثقافة.

وأضاف "أبو سنة"، أن الثقافة بعد ثورة 23 يوليو اتجهت نحو الواقعية، وبرزت فنون وألوان إبداعية جديدة، فالثورة خلقت وعيا كاملا بقضايا الفلاح، والفقراء، والموظف البسيط.

وأشار "أبو سنة" إلى أن ثورة 23 يوليو خلقت طبقة جديدة داخل الشعب المصرى وهى "الطبقة الوسطى الصغيرة"، والتى نراها واضحة فى أدب، يوسف إدريس، ونجيب محفوظ، وفى الأعمال الشعرية لجيل الستينات.

وأكد "أبو سنة" أن الوعى الثورى الذى أفرزته ثورة 23 يوليو كامن لدى شباب 25 يناير، فالقضايا التى طرحتها ثورة 25 يناير، من عيش وحرية ومساواة وعدالة اجتماعية، هى قضايا مطروحة ومرفوعة وكانت المشروع الذى تبنته ثورة 23 يوليو 1952، فالوعى مازال حياً حتى الآن، لأن جذوره تكمن فى المطالب الإنسانية من مساواة وعدالة، وخلق قاعدة صناعية، وثقافية، كما أن ثورة "يوليو" نشرت وعيا كاملا عن الانفتاح على العالم الخارجى، ونشر الرؤى والآداب العالمية من خلال مشاريع الترجمة فى فترة الستينات، كما أننا نقول أن تلك الثورة بدأت بوعى اجتماعى واكتمل هذا الوعى برؤية قومية تلتف حول فكرة الوحدة العربية.

كما قال الكاتب حلمى النمنم، فى تصريح خاص لليوم السابع، إن ثورة 23 يوليو صنعت وعيا ما زال موجودا داخل وجدان الشعب المصرى إلى الآن، متمثلا فى الرفض التام لأى تدخل أجنى فى شئون مصر، ومتمثل أيضا فى إحساس كل فرد داخل المجتمع المصرى بالمبادئ العليا والحقوق مثل العدالة الاجتماعية والمساواة والحرية، وإدراكه بواجب الوطن فى توفير هذه الحقوق له.

وأضاف "النمنم"، أن هذا الوعى الراسخ الذى أرسته ثورة 23 يوليو بما صنعته من تغير ملموس، هو دافع من دوافع خروج الشباب، الذين تشربوا مبادئ ثورة 23 يوليو من كتب التاريخ ومن حكايات آبائهم وأجدادهم ممن عاشوا تلك الحقبة، فى "25 ينايرو30 يونيه"، مطالبين بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية، بحثاً عن هذه الحقوق.






مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

americanpharos

Nasser

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة