ناجح إبراهيم

د. مرسى بين خيارى عثمان والحسن

الثلاثاء، 23 يوليو 2013 07:50 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تجمع الثوار فى ميادين مصر المختلفة يوم 30 يونيو 2013م يطالبون بانتخابات رئاسية مبكرة وكان واضحا ً لكل من يعرف ألف باء فى السياسة أن جميع مؤسسات الدولة الفاعلة لا تقف مع د. مرسى ولا تسانده فهى لم تتفاعل معه ولم يتفاعل معها ولم يقدم كل منهما ما يغرى كل طرف بالاقتراب من الآخر أو الاقتناع به. ويمكننى كمراقب للأحداث أن أزعم أن حربا ًباردة كانت بينه وبينهم فقد كان يسعى بكل جهده لتغيير قادتها وولائها وطريقتها فى العمل وهى كانت تسعى بكل جهدها أن تفصله عن الجماعة وتقنعه بالعمل مع مؤسسات الدولة لأنها الأقوى والأجدر بإدارة الدولة. ولكن الرئيس مرسى كان يرى أن الجماعة أبقى له وأخلص ولها ديْن فى رقبته فهى التى جاءت به إلى سدة الحكم ويمكن أن ترشحه لفترة ثانية. المهم وصل الطرفان إلى يوم 30 يونيو، وكان أمام د. مرسى أن يتنازل عن الرئاسة أو يقبل بانتخابات رئاسية مبكرة أو يصر على موقفه ويستمر فى الرئاسة ضاربا بكل ملايين الميادين ومؤسسات الدولة عرض الحائط مستندا ًَ إلى قوة الإسلاميين فى الشارع المصرى.
لقد كان أمامه خياران لا ثالث لهما: الأول: خيار سيدنا عثمان رضى الله عنه: فقد رفض سيدنا عثمان التنازل عن الخلافة حتى بعد أن حاصر الثوار بيته واقتحموه وقال لهم «لن أخلع رداءً ألبسنيه الله سبحانه» ويعنى بذلك الخلافة. وكأن د. مرسى يقول هنا لن أترك سلطة أو منصباً اختارنى الشعب له. ود. مرسى هنا ليس خليفة ولا هو مثل عثمان، ولكن ما حدث معه قريب مما حدث مع سيدنا عثمان وهو اختار نفس الاختيار والفرق بينهما أنه حددت إقامته، أما سيدنا عثمان فقتل ولكن ما فات على د. مرسى هنا أن هذا الاختيار تسبب فى قتل أكثر الخلفاء رقة وحياء وخلقا، مما تسبب فى حرب ضروس بين المسلمين من أتباع على بن أبى طالب ومعاوية بن أبى سفيان رضى الله عنهما سنوات طويلة كانت نتيجتها مقتل 80 ألفا.. إذن هذا الخيار ساعد على مقتل عشرات الصحابة والتابعين وظهور فرقة الخوارج التى كفرت المسلمين وإنهاء الخلافة الراشدة.
خيار الحسن بن على: وهو الخيار الذى رفضه د. مرسى ولو كنت مكانه لقبلته على الفور، فالحسن بن على آلت إليه الخلافة بعد أبيه رضى الله عنهما فأدرك أن الحرب مع معاوية لا جدوى منها وإراقة دماء المسلمين أعظم من كل كراسى الدنيا كلها وإن الفاضل قد يتنازل للمفضول ولصاحب الحق أن يتنازل عنه حقنا ً للدماء أو رأبا ً للصدع ومنعا ً للحرب الأهلية، فقد نص الفقهاء أن إراقة الدماء هى المفسدة العظمى بعد الشرك بالله وقد يكون الحسن صاحب الحق قد رأى أن معاوية أنسب لهذه المرحلة رغم أنه من الطلقاء الذين أسلموا بعد الفتح مكة فتنازل عن الخلافة وصدق فيه قول النبى «صلى الله عليه وسلم» «إن ابنى هذا سيد وسيصلح الله به بين طائفتين عظيمتين من المسلمين»، فسمى هذا العام بعام الوحدة وكان الحسن يرد على القائلين له: «يا مذل المؤمنين» بقوله: «لست بمذل المؤمنين ولكن جماجم العرب كانت بيدى فكرهت أن أقتلكم على الملك».
إن رسالة الإسلام كلها مبنية على قاعدة قبول أعلى المصلحتين بترك أدناهما ودرء أعلى المفسدتين مع قبول المفسدة الصغرى إن لم يكن تركهما سويا، فقبول المفسدة الصغرى بتفويت الكبرى هو من صميم عمل الفقيه وهو أصل الإسلام والسياسة الشرعية أيضا. ولو أن د. مرسى استصحب هذا الأصل وقلد موقف الحسن بن على وقال للناس «أيها الشعب أنتم اخترتمونى ولكنى أتبع حبيبى وأستاذى الحسن بن على وأتنازل عن الحكم وأقر بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة لن أدخلها حتى تتاح لغيرى من كفاءات مصر من الإسلاميين وغيرهم، وسأضحى بكرسى السلطة حقنا لدمائكم وحتى لا أصنع جاها كاذبا فوق جماجمكم وآهاتكم وآلامكم ويتم أطفالكم وترمل نسائكم محتسبا ذلك عند الله وواثقا أن الله سيبدلنى خيرا ً مما أعطيت». أظنه لو فعل ذلك لكان نموذجا ًحيا ً حديثا ً للحسن بن على ولنال نفس السيادة التى نالها وكفى الجميع مؤنة تلك الحرب الأهلية التى تحدث الآن.





مشاركة




التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

ما حكم الشرع اذا تحول الحاكم الى طاغيه مستبد يحنث بالقسم ويقهر شعبه ويهين بلده

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

هل تعتقد يا دكتور ناجح ان الدكتور مرسى لم يرتكب مخالفات شرعيه تستوجب المحاكمه

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

ايهما تختار مرجعيه دينيه - الازهر الشريف ام حكم العشيره

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

علاء الدين

بارك الله فيك يادكتور

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

هل تعلم سر كراهية الاخوان - لقد دخلوا الانتخابات وهم يحملون الرشاشات خلف ظهورهم

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

هذا هو حكم الاخوان - الولاء للمرشد والشعب خادم للعشيره

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد علي علي

مقال رائع كالمعتاد من انسان رائع

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

الله جل جلاله يحاسبنى فى الاخره فكيف اسمح لعبد الله ان يحاسبنى فى الدنيا

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

جهاد النفس وجهاد الشيطان مقدم على جهاد الكفر والاعداء

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

dr hamdy

ربنا يبارك لك في عقلك وينفع بك الامة

بارك الله فيك وفي امثالك

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة