التقى نائب الرئيس الأمريكى جو بايدن القادة الهنود فى نيودلهى اليوم الثلاثاء، لتهدئة مخاوفهم بشأن انسحاب قوات بلاده من أفغانستان ومحاولة الاستفادة من فرص الاستثمار فى هذا البلد الناشئ، والتقى بايدن الذى وصل أمس إلى العاصمة الاتحادية فى زيارة تستمر أربعة أيام، نظيره الهندى حميد أنصارى. وسيجرى محادثات اليوم مع رئيس الحكومة مانموهان سينغ والرئيس براناب موخيرجى وشخصية من المعارضة، وقال نائب الرئيس الأمريكى وهو أعلى مسئول من الولايات المتحدة يزور الهند منذ زيارة الرئيس باراك أوباما فى 2010 أن "أكبر ديمقراطيتين فى العالم"، بحسب التعبير المستخدم من قادة البلدين، تتقاسمان أهدافا مشتركة فى مجال الأمن الإقليمى.
لكن الهند التى وظفت استثمارات بقيمة مليارى دولار فى مشاريع بنى تحتية فى أفغانستان، تخشى أن يعود متمردو طالبان إلى كابول، وهم الأعداء اللدودون لنيودلهى التى كانت واحدة من أهدافهم فى عهد نظام طالبان الذى استمر من 1996 إلى 2001 فى أفغانستان، ويرى محللون أن باكستان ستكسب الكثير من انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان، وكان يفترض أن تبدأ مفاوضات الشهر الماضى بين الولايات المتحدة وطالبان بعدما فتحت الحركة مكتب تمثيل سياسى لها فى قطر. لكن المحادثات انهارت حتى قبل أن تبدأ.
وكتبت سيم سيروهى فى افتتاحية صحيفة تايمز أوف انديا "بصفته من مؤيدى انسحاب القوت الأمريكية من أفغانستان، يمكن لبايدن أن يوضح لماذا سلم الأمربكيون مفاتيح كابول إلى الجنرالات الباكستانيين"، وأضافت أن "الأمريكيين ربما يمكنهم تجاهل الواقع لكن بالنسبة للهند هذا الأمر مستحيل ويجب أن يدرك بايدن ذلك"، ويفترض أن يكرر بايدن موقف الولايات المتحدة بعدم دعم أى عملية سلام تشارك فيها حركة طالبان ما لم تتخل عن العنف.
وقال فى مقابلة مع الصحيفة نفسها "إذا كانت طالبان تريد أن يكون لها دور سياسى فى المستقبل، فعليها قطع صلاتها مع القاعدة ووقف دعم العنف والقبول بالدستور الأفغانى فى إطار اتفاق سلام يتم التفاوض حوله"، من جهة أخرى، قال قادة البلدين أن زيارة بايدن تهدف إلى تحسين العلاقات التجارية التى يفترض أن تبلغ قيمتها مئة مليار دولار (76 مليار يورو) هذه السنة، ووجهت مجموعة ضغط فى واشنطن تحمل اسم "فير تريد ويذ انديا" رسالة مفتوحة إلى بادين تدعو فيها إلى "مناقشة الممارسات الجائرة للهند فى مجال الملكية الفكرية والتجارة".
وتشكل مسألة الملكية الفكرية موضوع خلاف كبير بين البلدين إذ يتهم قطاع صناعة الأدوية الأمريكى القطاع الهندى لصناعة الأدوية النوعية بعد احترام قانون البراءات، وسيتوجه بايدن إلى العاصمة المالية بومباى الأربعاء ليلتقى الأوساط الصناعية، وكان مسئول فى مكتب نائب الرئيس الأمريكى أعلن الجمعة عن زيارة بايدن موضحا أنه سيتوجه إلى الهند وسنغافورة لمواصلة مساعى واشنطن "لإعادة تركيز" استراتيجيتها على القارة الآسيوية التى تعتبر حجر زاوية فى السياسة الخارجية للرئيس الأمريكى باراك أوباما.
وأوضح أن بايدن سيبحث مع محادثيه التعاون الاقتصادى والملفات الجيوسياسية الساخنة على غرار أفغانستان والنزاعات البحرية فى بحر الصين، واستباقا لجولات أوباما فى آسيا التى تجرى عادة فى آخر العام، وقد رأى محللون أن العلاقات بين الولايات المتحدة والهند تراجعت فى السنوات الأخيرة إذ أن أى من البلدين لا يسعى فعليا إلى تعزيز التعاون بعد التقارب الذى أنجز بعد سنوات من الفتور خلال الحرب الباردة.
ويثير مشروع إصلاح نظام الهجرة الذى يتم التفاوض عليه فى الكونغرس الأمريكى الكثير من الاهتمام فى الهند حيث يأمل حملة الشهادات بزيادة عدد تأشيرات العمل الأمريكية فى قطاع الصناعات التكنولوجية فى الولايات المتحدة، وتأتى زيارة بايدن أثر تعيين أوباما الخميس لأمريكية من أصول هندية هى نيشا ديساى بيسوال فى منصب مساعدة وزير الخارجية لشئون جنوب آسيا، ويتوجه بايدن الخميس إلى سنغافورة.
أفغانستان والتجارة على جدول أعمال مناقشات بايدن فى الهند
الثلاثاء، 23 يوليو 2013 12:09 م