واشنطن تايمز: الإسلاميون محكوم عليهم بالفشل

قال دانييل بايبس رئيس منتدى الشرق الأوسط فى صحيفة "واشنطن تايمز" الأمريكية، إن الإسلاميين محكوم عليهم بالفشل، وأنهم ربما يستمرون كتهديد حضارى خطير يسبب المتاعب ولكنهم لن يتمكنوا من الهيمنة أبداً، ولكنه حذر من أن يدفع هذا الاعتقاد إلى حالة من التراخى فى مواجهتهم قد تؤدى إلى تغيير الأوضاع.

فيقول بايبس، إنه فى عام 2012، كان الإسلاميون يبدون وكأنهم على وشك التغلب على خلافاتهم والتعاون معهم، فعلى سبيل المثال، استطاع السلفيون والإخوان المسلمين فى تونس أن يجدوا أرضا مشتركة، وهذا النوع من التعاون ما زال قائم على نحو ما كما تجلى فى اللقاء الذى عقد مؤخراً بين عضو الحزب الحاكم فى تركيا ورئيس المنظمة السلفية فى ألمانيا. ولكن الإسلاميين تناحروا فيما بينهم مؤخراً، ونشبت عداءات قاتلة فى العديد من البلدان ذات الأغلبية الإسلامية؛ السنة فى مقابل الشيعة وهو ما تمثل فى النزاع بين تركيا وإيران، بالإضافة إلى المقاربات المختلفة لمفهوم الدولة الإسلامية. وفى لبنان، حيث يقف السنة فى مواجهة الشيعة والسنة فى مواجهة الجيش. وفى سوريا، السنة فى مواجهة الشيعة كذلك فى العراق، والسنة فى مواجهة الشيعة فى مصر والحوثيين فى مواجهة السلفيين فى اليمن.

ومن جهة أخرى، تصاعدت النزاعات داخل الفصائل ذاتها: فأصبح على خامنئى فى مواجهة محمود أحمدى نجاد فى إيران، حزب العدالة والتنمية مقابل الجولانيين فى تركيا وعصائب أهل الحق فى مقابل مقتدى الصدر بالعراق، والنظام الملكى مقابل الإخوان فى المملكة العربية السعودية، وجبهة التحرير الإسلامية فى مواجهة جبهة النصرة فى سوريا وجماعة الإخوان فى مواجهة حماس فيما يتعلق بالموقف من إسرائيل والإخوان فى مواجهة السلفيين فى مصر وعمر البشير فى مواجهة حسن الترابى فى السودان. وفى تونس، نشبت المعارك بين السلفيين وحزب النهضة.

وأشار الكاتب إلى أن الإسلاميين كانوا دائما ما يفشلون فى التعامل معا سواء نظرا للأنماط الشرق أوسطية المعتادة أو للخلافات فيما بينهم.

ومع بزوغ نجم هذه الحركات الإسلامية واقتراب أعضاؤها من دوائر السلطة حتى أن بعضهم وصل للحكم بالفعل، تزايد الشقاق بينهم، وهو ما يدفع الكاتب للاعتقاد أن هذه الخلافات سوف تجعل مصير الجماعة محكوم عليه بالفشل، مضيفا أنهم ربما يمثلون تهديدا حضاريا خطيرا ولكنهم لن يتمكنوا أبدا من الهيمنة، ولكن الكاتب حذر من التراخى فى مواجهة الإسلاميين استنادا إلى زوالهم المحتوم، مشيرا إلى أن الأحوال ربما تتغير فى أى وقت.