التسويف قاتل النجاح ومضيع للفرص ومحبط للهمم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل وهو يعظه: "اغتنم خمسا قبل خمس شبابك قبل هرمك وصحتك قبل سقمك وغناءك قبل فقرك وفراغك قبل شغلك وحياتك قبل موتك".
وتتحدد لصوص الوقت فى الآتى:
التأجيل: اللص الأكثر شهره وتأثيراً، فالبشر لديهم قدرة خلاقة على التأجيل والمماطلة واختلاق الأعذار، مع توافر القدرة على الأداء والتنفيذ ولكن بلا سبب يذكر يتم تأجيل عمل اليوم إلى.. يوم آخر.
التخطيط الوهمى: لص من لصوص الوقت، يتمتع بصفات خاصة، منها اللاواقعية فى التخطيط، كتحديد وقت أقل لشئ كبير ووقت أكبر لشىء قليل، كما أنه أكثر اللصوص إشعاعاً للفوضى، وأكثرهم استهلاكاً للوقت.
لا: وهى لص خطير من لصوص الوقت، فعدم القدرة على قول "لا" يسبب الضياع، سواء ضياع الوقت أو ضياع المجهود، ولذلك يحتاج الإنسان قول "لا" دون أن يتردد.
الوسائط المتعددة: إحدى أصعب اللصوص المدمرة للوقت، ذات الأشكال المختلفة، كاستخدام الإنترنت ومشاهدة الأفلام والبرامج وسماع الأغانى، والمواقع الاجتماعية، والمنتديات، ومتابعة البريد الإكترونى، ولذلك يجب ترشيد الوقت والاستخدام لتلك الوسائط.
التشتت: لص عنيد من لصوص الوقت، فالتركيز فى أكثر من أمر، يؤدى بضياع الوقت، لكن التركيز بأمر واحد والحصول على نتيجة يعد إنجازاً، فقد يكون الإنسان مبدعا ولكن يستنزف قدراته فى أكثر من مجال فيضيع هذا لإبداع ولكن عند التركيز على منوال معين فإن الشخص يحصد النتيجة المطلوبة ولا بأس من الانتقال إلى مواضيع أخرى.. ولكن بعد إنجاز هدفنا الأساسى.
الفوضى: أحد أخطر لصوص الوقت، فإن كانت أوراقك مبعثرة، ولا تعرف إين تجد الأشياء المهمة، أو أن كنت تتسم بالإهمال وتلال الفوضى.. فأنت تهدر الوقت بلا داع.
المفاجأت: تعد المفاجأت أحد لصوص الوقت غير المتوقعة، فالمقاطعات غير المتوقعة؛ قد تدمر التخطيط اليومى وتستهلك وقت كبير، كزيارة مفاجأة أو مكالمة طارئة، برمج نفسك على الإيجابية فعندما تتفاجأ يستدعى عقلك الصورة الإيجابية فتكون مستعدا وقتها.
تقدير الأهمية: نعم إذا لم تقدر أهمية كل هدف وكذلك الأولوية، فإنك ستغرق بمركب هذا القرصان، أحد لصوص الوقت، فيجب أن تحدد الأهمية بشكل صائب، بماذا تبدأ وماذا تؤجل.. وفقاً لخطتك، فلا تخلط الأوراق حتى لا تتحير
النوم: النوم والخمول من أشد لصوص الوقت افتراساً، فكثرة النوم تميت القلب، فالنوم الزائد والكسل المفرط يفقدان الإنسان قيمته، وقيمة الإنسان تكمن فى تعاملة مع الوقت.
ولكى تتخلص من التأجيل والتسويف.. لابد أن ترغم نفسك على الأداء والاجتهاد والعمل، وأعلم أنك ستكون بقدر اجتهادك، وابحث عن الدافع فى كل عمل، فإذا لم يتوفر الدافع سيتولد الدافع المضاد، وأقضى على الخوف فى داخلك وأعلم أنك قادر على الفعل والنجاح.. فمنزلتك عند آخر أيه تقرأها.
ولكى تتغلب على الفوضى.. فذلك من خلال الترتيب والتنظيم، قم بوقفة إيجابية مع نفسك، قم بترتيب أهدافك وأولوياتك بشكل مكتوب، قم بترتيب غرفتك وضع لمساتك من الأزهار، قم بترتيب مكتبك، وتخلص من الأوراق عديمة الفائدة، نظم بريدك الإكترونى، وأخيراً عليك بالتخطيط المنطقى، وحافظ على نظام أشيائك.
وتخلص من النوم لفترات طويلة.. بأن تنم مبكراً فالسهر إجهاد للجسد، واستيقظ مبكراً فالرزق ينتظرك، وصلى ركعتين حين تصبح فلن يصيبك كسل، ثم خطط لوقتك، وأعمل بجد واجتهاد، تسعد بكل لحظات حياتك.
قبل الشروع فى أى خطوة، جهز كل ما ستحتاجه خلال هذه الخطوة من أدوات، هذا يجنبك تشتت الذهن وضياع الوقت فى البحث والتنقيب عن الأشياء الضائعة أو التائهة عنك.
لا يوجد عمل فى الوجود لا يكمن أداؤها إذا قمنا بتقسيمه إلى مجموعة من الأعمال الصغيرة.. أحيانا يحدثك البعض عن عدم وجود الوقت الكافى لعمل شئ ما.. فالوقت موجود ولكن أين الإرادة التى تحيل الزمن إلى شىء ذى ثمن.
ولكى تحافظ على نعمة الوقت.. ارسم فى ذهنك صورة لما تحب أن تكون عليه بالمستقبل، قم بكتابة أهم النقاط للوصول إلى ما تحب أو ما تطمح إليه، انشئ جدولا للمهام الواجب تنفيذها، واجعله جدول حياة، قم بتقسيم الأعمال الكبيرة لعدة أعمال صغيرة يمكنك الالتزام بها، تذكر دائماً حديث خير الخلق "أحب الأعمال إلى الله أدومها وأن قلَ" صلى الله عليه وسلم.
علينا أن نستغل الأوقات وأن نجعل حياتنا كلها لله فلا نضيع من أوقاتنا ما نتحسر عليه يوم القيامة فالوقت سريع الانقضاء فهو يمر مر السحاب.. مرت سنيـن بالوصـال وبالهنـا.. فكأنها من قصرها أيـام.. ثم انثنـــت أيـام هجـــر بعـدها.. فكأنها من طولها أعوام.. ثم انقضت تلك السنون وأهلها.. فكـأنها وكأنـهم أحـــلام.. بالفعل فأيام العمر تمر كوميض البرق.
