رصدت مجلة "تايم" الأمريكية جهود الرهبان فى دير سانت كاترين من أجل حماية المكتبة القديمة فى ظل الاضطرابات التى تشهدها مصر بشكل عام وسيناء بشكل خاص، وقالت إنه تماما كما فعلوا على مدار 17 قرنا، عمل الرهبان الروم الأرثوذكس فى دير سانت كاترين مع البدو المحليين من أجل حماية الدير عندما دفعت ثورة مصر فى عام 2011 إلى حالة من عدم اليقين.
ويقول الأب جوستين، الراهب الذى عاش فى سانت كاترين منذ عام 1996،" كانت هناك فترة فى الأيام الأولى من الربيع العربى حيث لم تكن لدينا أى فكرة عما يجرى"، وخوفا من أن يتعرضوا لهجوم من المتطرفين الإسلاميين أو قطاع الطرق فى الصحراء الواسعة التى ينعدم فيها القانون نسبيا، وضع 25 راهبا المخطوطات الأكثر قيمة فى غرفة التخزين بالمبنى.
وقام أصدقاؤهم البدو الذين يعيشون قى قاعدة سانت كاترين فى بلدة تحمل نفس الاسم بحمل أسلحتهم وحراسة المحيط.
ورغم أن مخاوفهم من حدوث هجمات لم تتحقق، إلا أن الرهبان قرروا أنهم فى حاجة على طريقة جديدة لحماية مكتبتهم الثمينة من أى تهديدات مستقبلية، وبدأوا فى العام الماضى برنامجا لنسخ مخطوطات الكتاب المقدس رقميا بمساعدة متخصصين فى التصوير متعدد الأطياف من جميع أنحاء العالم، وفى نفس الوقت تجديد وتحديث المكتبة ذاتها.
وتضم مكتبة سيناء 1.8 مليون صفحة من النصوص تشمل نصوصا أساسية توثيق الكنيسة فى مراحلها المبكرة، وتصنف سانت كاترين فى مرتبة مرتفعة من حيث وجود أبرز مجموعات النصوص المسيحية فى العالم، فالمخطوطات اليونانية بها تأتى فى المركز الثانى بعد الفاتيكان، ووثائقها بالعربية والتركية تتناول التفاعل بين الدير والعالم الإسلامى المحيط على مدار القرون، وسينشئ المشروع الذى يعكف عليه الدير مكتبة رقمية للعلماء حول العالم.
ويقول الأب جوستين، أمين مكتبة الدير إن التكنولوجيا والحفظ، هما حمايتنا، فالكثيرون يشعرون بالقلق بشأن سلامة ما لدينا هنا، ولذلك يجب أن نطمئنهم أننا نحمى المواد التى لدينا ونقدر مسئوليتنا.
ويعترف الأب جوستين أن جهود الحفظ مستوحاة من انعدام الأمن فى الجوار. ويقول إن المكتبات هى الأماكن الثمينة حتى تستطيع تخزين الماضى فى الحاضر، ونحن نعالج ما حدث فى القاهرة، أى الشغب والنهب والعنف الذى أحاط بالثورة، يذكرنا بأن المكتبات أكثر ضعفا من أى وقت مضى.
فى ظل المخاوف من عدم الأمن..
تايم: مكتبة رقمية لحماية الوثائق المسيحية فى دير سانت كاترين
الإثنين، 22 يوليو 2013 11:39 ص