قالت وكالة الأنباء الفرنسية، إن الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسى قد أشعلت حربا إعلامية بيم أهم قناتين إخباريتين فى العالم العربى وهم الجزيرة القطرية والعربية الممولة من السعودية، بشأن خطوط سياسة مموليهم فى الدوحة والرياض.
ويشيرالمحللون إلى أن الاختلافات بين القناتين قد ظهرت أولا خلال انتفاضات الربيع العربى فى عام 2011 عندما قدمت القناتان الرؤيتين القطرية والسعودية فى تغطيتهما للأحداث المتسارعة، فيوضح عبد الشمرى، المحلل السعودى، أن الربيع العربى أدى إلى استقطاب فى الإعلام العربى، فكلتا القناتين أصبحتا معنيتان بالتعبير عن آراء مموليهم أكثر من تقديم رؤية مهنية وموضوعية، مضيفا أن كلتاهما خسرتا مصداقيتها فى مواجهة القنوات الأجنبية الناطقة بالعربية مثل فرانس 24 وسكاى نيوز العربية.
وأضاف الشمرى، أن المحللين الذين يظهرون على الجزيرة والعربية يتم اختيارهم بعناية لتدعيم مواقف القناتين، فيما أشارت الصحيفة إلى أن التناقض بين القناتين اتضح بشدة فى تغطيتهم للاضطرابات فى مصر منذ اندلاع مظاهرات الشهر الماضى تبعها إطاحة الجيش بالرئيس السابق مرسى.
من ناحية أخرى، يؤكد محمد العيفى، المتخصص فى الإعلام العربى فى جامعة السربون باريس أن الجزيرة والعربية قامتا بتغطية الأحداث فى مصر فى اتجاهين معاكسين للغاية، فبينما بثت العربية لقطات حية للاحتجاجات فى ميدان التحرير المعارضة لمرسى، عرضت الجزيرة على شاشاتها كقطاع من مظاهرة مؤيدة لمرسى فى ميدان آخر بالعاصمة، وبينما وصفت الجزيرة ما حدث بالانقلاب ضد الشرعية، أشادت به العربية بوصفه ثورة ثانية.
ويرى العيفى أن موقف العربية كان انعكاسا واضحا للخط الذى تبناه العاهل السعودى الملك عبد الله بن عبد العزيز الذى كان أول زعيم من الخارج يهنئ الرئيس المؤقت عدلى منصور بعد ساعات من إعلان توليه الرئاسة مؤقتا بدلا من مرسى، إلا أن الجزيرة تبنت موقف أكثر عداء تجاه أحداث 30 يونيو حتى لأكثر من دولة قطر التى بدا أنها قبلت بسقوط مرسى.
وعندما وقعت أحداث الحرس الجمهورى التى قتل فيها 53 من مؤيدى المعزول، تجاهلت "العربية" الرواية الإخوانية للحادث وسلطت الضوء على تصريحات الجيش، فى حين كانت "الجزيرة" تبث لقطات حية من المستشفى الميدانى وتعرض صور القتلى والمصابين وبثت على الهواء مؤتمرا صحفيا للإخوان المسلمين.
الفرنسية: الإطاحة بمرسى أشعلت حربا إعلامية بين "الجزيرة" و"العربية"
الإثنين، 22 يوليو 2013 03:58 م