لعب الجامع الأزهر دورا تاريخيا فى حياة شعب مصر والعالم الإسلامى وكان تأثيره ودوره فى تاريخ بلادنا عظيما ورغم اختلافات الجميع فى غالبية القضايا والمشاكل التى تحيط بنا إلا أن هذا الجامع النموذج بقى هو القبلة فى أوقات الشدة والبطش والظلم التى تعرض لها المصريون وكان هذا الجامع عند حسن ظن المصريين به فى دفع البلاء والظلم عن الناس وقاوم بشيوخه وعلمائه وطلابه ومعهم باقى الشعب المصرى الغزاة من التتار وغيرهم وكذلك الحكام الظالمين مثل التركى خورشيد باشا وعقب نجاح ثورة 30 يونيو العظيمة يتطلع المصريون إلى الأزهر ومكانته التى فى النفوس والتى توارثتها الأجيال منذ نشأته وحتى الآن للقيام بدوره التاريخى الذى اعتاد القيام به فى ظل هذه الظروف الصعبة التى نحياها بما يمثله من منهج إسلام وسطى دون مغالاة أو تطرف وبعد ابتعاد كبير وتراجع لهذا الدور على مدار سنوات طويلة مضت لأسباب كثيرة وعديدة لا مجال للخوض فيها الآن. والواقع أن مسؤولية الأزهر فى الوقت الحالى مسؤولية كبيرة لا يجوز له التخلى والابتعاد عنها وقد تعجبت لموقف فضيلة الدكتور شيخ الأزهر وتهديده بالبقاء فى بيته والابتعاد تماما عن المشهد الحالى وهو موقف فى غير موضعه وكنت أود أن أرى موقفا مختلفا من فضيلته بالمواجهة والتصدى للأفكار المتطرفة من الجماعات التكفيرية والإرهابية التى تتلاعب بعقول الشباب صغار السن وتجعلهم فريسة للتطرف والإرهاب فيجب على الأزهر الشريف أن يوضح للعالم صحيح دين الإسلام وكيف أن الإسلام يعنى السلام والتسامح وقبول الآخر وأنه دين القيم النبيلة السامية وأن القرآن ينادى حتى أن تكون المجادلة بالتى هى أحسن وأن الإسلام يعنى بالحرية للناس وليس تقييدهم وأن الرسول الكريم ما خير بين شيئين الا اختار أيسرهما والأزهر فى ظل هذه الظروف التى تمر بها بلادنا ومنطقتنا والعالم من تغيرات وأحداث عليه أن يبادر بالقيام بدوره الريادى من خلال شيوخه وعلمائه وأن يقترب من الآخرين وإن ابتعدوا هم وأن يصحح المفاهيم والأفكار وأن يقود الأمة فى التغيير الذى تريد وليبدأ الأزهر – إن رأت هيئة كبار علمائه ذلك- بتعديل كل اللوائح والقانون الذى ينظمه إن لزم الأمر ليقوم بدوره ولن يقف فى سبيل ذلك أحد وسننتظر قيام الأزهر بدوره الطبيعى الذى نتمناه لبناء دولة مصرية مدنية حديثة.