أشارت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية إلى أنه بالرغم من أن وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى كان قد طلب من كلا الطرفين عدم إصدار أية تصريحات بشأن الاتفاق بينهما، أسرع كلا منهما للحديث عن بعض التفاصيل والتى جاء بعضها متناقض حيث أكدت إسرائيل أنه لا تجميد للمستوطنات، فيما زعم مسئولون فلسطينيون أن إسرائيل سوف توقف إصدار تراخيص بناء جديدة للمستوطنات سرا.
وفى الوقت ذاته، يبدو أن كلا الطرفين لا يثق فى نجاح تلك المباحثات حيث وصف بعض المسئولين الفلسطينيين خطة كيرى بغير الكافية مشيرين إلى أن الجانب الفلسطينى قبل المشاركة حتى لا يحرج الدبلوماسى الأمريكى، فيما أعرب بعض المسئولين الإسرائيليين عن تشككهم فى نجاح الخطة أيضا.
وكانت إسرائيل قد أعلنت عن موافقتها فى إطار المقترح الأمريكى لإحياء مباحثات السلاح على إطلاق سراح عدد من السجناء الفلسطينيين ولكنها لم توافق على تجميد بناء المستوطنات فى الضفة الغربية.
ووفقا للصحيفة، أكد مسئول إسرائيلى أمس أن إسرائيل ترفض تجميد المستوطنات وذلك بعد يوم واحد من تصريح وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى بأنه اقترب من التوصل لاتفاق لعودة الإسرائيليين والفلسطينيين لطاولة المفاوضات لأول مرة منذ ثلاث سنوات.
وبالرغم من أن كيرى كان قد طلب من الطرفين أن يحافظا على سرية التفاصيل الخاصة بالاتفاق المزمع وألا يسمحا لأحد غيره بالإفصاح عن المعلومات، فإن كلا الطرفين أسرع بالأمس للإفصاح بتفاصيل متضاربة حول الصفقة. ونظرا لأن كيرى رفض الحديث عن تفاصيل الاتفاق لم يتسن التحقق من صحة مزاعم أى من الطرفين.
فكان وزير الاستخبارات الإسرائيلى يوفال شتاينتز قد قال إن إسرائيل سوف تطلق سراح عدد من السجناء الفلسطينيين الذين قضوا العديد من السنوات خلف القضبان نظرا لاقترافهم جرائم ضد إسرائيل، وهو ما كان أحد المطالب الرئيسية للسلطة الفلسطينية. ويشير بعض المسئولين الفلسطينيين إلى أن إسرائيل سوف تطلق سراح نحو 350 مسجونا.
ومن جهة أخرى، أشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل ألمحت من قبل إلى أنها سوف تطلق سراح المساجين كدلالة على حسن نواياها ولكنها لم تنفذ هذا الوعد. كما أن إطلاق سراح المساجين سوف يتناقض مع تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو الخاصة بأن استئناف المباحثات لا يجب أن يقترن بشروط مسبقة. بالإضافة إلى أن عددا من الأعضاء اليمنيين لحكومة نتانياهو الائتلافية حذروه من إطلاق سراح المساجين. فيقول دانى دانون، نائب وزير الدفاع: "يجب أن نتعلم من أخطائنا السابقة ولا نطلق سراح الإرهابيين الذين تلوثت أياديهم بالدماء".
ووفقا لوزير الاستخبارات سوف يتم إطلاق سراح المساجين على دفعات وفى المقابل سوف يلتزم الجانب الفلسطينى بالاستمرار فى المباحثات لمدة تسعة أشهر والتوقف عن التهديد باتخاذ إجراء قانونى ضد إٍسرائيل أمام هيئات الأمم المتحدة أو المحكمة الجنائية الدولية.
وبالرغم من أن وزير الاستخبارات أكد أن إسرائيل رفضت تجميد المستوطنات فى القدس الشرقية والضفة الغربية، وهو أحد المطالب الرئيسية لعباس أو التفاوض على أساس حدود ما قبل 1967، أصر المسئولون الفلسطينيون على أن إسرائيل وافقت على التوقف عن إصدار تراخيص بناء مستوطنات جديدة ولكنها لن تعلن صراحة عن تجميد المستوطنات مشيرين إلى أن كيرى أكد أن المفاوضات ستكون على أساس حدود 1967.
ووفقا للصحيفة تعكس تلك التصريحات المتناقضة تزايد التوتر بين كلا الجانبين بعدما أعلن كيرى فجأة يوم الجمعة أن الطرفين سيبدآن مفاوضات مباشرة فى واشنطن ربما الأسبوع المقبل. وكان ذلك التصريح مفاجئ لكلا الطرفين حيث إن أى منهما لم يكن قد صرح بتبنيه لمقترحات كيرى. بل إن مسئولين فلسطينيين وصفوا خطته بأنها غير كافية مشيرين إلى أنهم وافقوا على المشاركة فى الاجتماع حتى لا تعد إهانة للدبلوماسى الأمريكى، كما أعرب مسئولون إسرائيليون عن تشككهم فى مقترحات كيرى.
لوس أنجلوس تايمز: تصريحات المسئولين الإسرائيليين والفلسطينيين متناقضة بشأن المستوطنات
الأحد، 21 يوليو 2013 10:53 ص
وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة