"عام كامل " هى المدة التى ينتظر خلالها كبار السن فى بريطانيا قبل التشخيص الدقيق والسليم لإصابتهم ومعاناتهم من مرض الشيخوخة، وهو ما يشكل صدمة حقيقية بين العديد من خبراء الصحة والأطباء النفسيين فى الوقت الذى يتزايد فيه تعداد كبار السن حول العالم.
وأوضح الخبراء، أن نقص العيادات المتخصصة وتأخر وصول أجهزة الأشعة على المخ يعنى حرمان الآلاف من المرض من المساعدة الطبية والتشخيص المبكر للمرض التى يمكن أن يبطىء ظهور الأعراض المرضية.
فقد كشفت "هيئة حرية الكشف عن المعلومات" البريطانية النقاب عن أن المرضى فى مناطق كثيرة فى البلاد يضطرون للانتظار لأكثر من ثلاثة أشهر على الأقل للحصول على التشخيص الدقيق للمرض ترتفع فى بعض المناطق إلى عام كامل.
فقد أظهر التحقيق الذى أجرته مجلة "جى بى" الطبية أنه هناك أكثر من ثلث المرضى فى بريطانيا يعانون من اشتباه فى أعراض مرض الشيخوخة، إلا أنهم يضطرون للانتظار ستة أشهر على الأقل ربما عام كامل قبل التشخيص.
وتشير البيانات إلى أن أطول فترة انتظار كانت فى مقاطعة "ويلتشير"، حيث اضطر العديد من المرضى إلى الانتظار لأكثر من 12 شهراً خلال عامى 2012 و2013، وذلك بسبب ضعف الإمكانات الطبية المقدمة أو لتأخير وصول أجهزة الأشعة المطقعة على المخ.
فقد كشفت النتائج السريرية التى أجريت فى اكثر من 145 عيادة طبية، وهو مايمثل نحو ثلثى أجمالى العيادات المتواجدة فى بريطانيا عن اضطرار المرضى فى نحو 11 منطقة للانتظار أكثر من 12 أسبوع للحصول على التشخيص الدقيق لمرضهم بعد أول زيارة لهم للطبيب المعالج والذى غالبا ما يكون ممارساً عاماً.
وقد أعرب "جورج ماكنمارا" من "جمعية ألزهايمر" عن صدمته واندهاشه من النتائج المتوصل إليها واصفا إياها "بالمروعة وغير المقبولة".
وأضاف "ماكنمارا" أن هناك حاجة ملحة لضخ مزيد من الاستثمارات فى عيادات الالزهايمر واعتلال الذاكرة لمساعدة الأطقم الطبية تقديم خدمة طبية فعالة ومتطورة وسريعة لضمان حصول مرض خرف الشيخوخة على التشخيص السليم فى الوقت المناسب.