العنف يطارد المقاهى متنفس العراقيين فى رمضان

الأحد، 21 يوليو 2013 11:45 ص
العنف يطارد المقاهى متنفس العراقيين فى رمضان أرشيفية
بغداد (ا ف ب)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تحولت المقاهى التى عادة ما تمثل متنفس العراقيين خلال شهر رمضان، إلى هدف جديد لأعمال العنف اليومية المتواصلة منذ 2003، ما جعل كثيرا من روادها يفضلون ملازمة منازلهم بعد الإفطار.
ويقول عامر عصام لوكالة فرانس برس، إنه اعتاد فى الأعوام الماضية على الذهاب يوميا إلى مقهى فى بغداد للاجتماع بأصدقائه فى فترة ما بعد الفطور، لكنه عكف عن ذلك هذا العام بسبب الأوضاع الأمنية.
ويوضح عصام "لا أريد أن أتحول إلى صورة على "فيسبوك" يتناقلها الأصدقاء ويترحمون على"، فى إشارة إلى صور شبان قتلوا مؤخرا أثناء تواجدهم فى المقاهى ونشرت صورهم على مواقع التواصل الاجتماعى.

وفى بلاد قضت أعمال العنف فيها على معظم أوجه الترفيه العادية، كالسينما والمسرح باتت المقاهى الشعبية تشكل ملتقى للعراقيين ومقصدا يوميا للشبان خصوصا بعد موعد الإفطار فى رمضان.
وغالبا ما يمارس رواد المقاهى فى رمضان ألعابا شعبية، أبرزها لعبة "المحيبس" التى يتنافس فيها فريقان وتقضى بالعثور على خاتم يوضع فى يد أحد أعضاء الفريقين ويغلق عليه، كما يقصد الشبان العراقيون المقاهى لمتابعة مباريات كرة القدم بسبب غياب الكهرباء معظم الأوقات عن منازلهم.
لكن الهجمات الانتحارية والسيارات المفخخة والعبوات الناسفة التى استهدفت المقاهى على مدى الأسابيع الماضية، وراح ضحيتها العشرات خففت من حماسة العراقيين تجاه المقاهى.

ويقول أنور محمد الذى يملك مقهى فى بغداد لفرانس برس، "إن أعمالنا تراجعت بنسبة 50 إلى 60 بالمئة مقارنة برمضان العام الماضى".

ويضيف "أن الزبائن الذين كانوا يأتون للأكل والتدخين، يفضلون اليوم طلب الوجبات وأخذها معهم إلى المنزل، قائلين إنهم يخافون الجلوس فى المقهى، ويفضلون الأكل والشرب فى بيوتهم".

من جهته، يروى على عدنان (30 عاما) وهو من سكان الدورة فى حنوب العاصمة "ذهبت إلى مقهى فى بغداد ووجدت أربعة أشخاص فقط جالسين على الكراسى، وانتظرت عدة دقائق حتى يصل أصدقائى".

وتابع "فى هذه الأثناء، ترك الأشخاص الأربعة المقهى فشعرت بالإحراج من الجلوس وحدى، مما اضطرنى إلى المغادرة أيضا".
وبين الهجمات التى استهدفت المقاهى، تفجير انتحارى لنفسه مساء الأربعاء فى مقهى شعبى وسط الموصل (350 كلم شمال بغداد) ما أدى إلى مقتل ستة أشخاص وإصابة 21 بجروح، كما قتل تسعة أشخاص وأصيب نحو 25 بجروح فى انفجار عبوة ناسفة قرب مقهى فى الدورة يوم السبت الماضى.

إلا أن أكبر الهجمات التى استهدفت المقاهى الشعبية العراقية مؤخرا، وقعت فى مدينة كركوك (240 كلم شمال بغداد) المتنازع عليها، حيث قتل مهاجم انتحارى فى 12 يوليو 41 شابا، وأصاب 35 بجروح بعدما فجر نفسه داخل مقهى "كلاسيكو".

وقال حينها أحمد البياتى الذى أصيب فى ساقه لفرانس برس إنه "أثناء تجمهر العشرات داخل المقهى دخل علينا شخص ولم نسمع إلا كلمة الله أكبر ودمر كل شىء"، مضيفا أن الشبان كانوا يمارسون لعبة الصينية الشبيهة بالمحيبس.
وعادت بعض مقاهى كركوك خلال الأيام القليلة الماضية إلى فتح أبوابها أمام قلة من الزبائن، وسط إجراءات أمنية مشددة.

وتشكل الهجمات امتدادا لموجة العنف المتصاعدة التى قتل فيها 2500 شخص فى غضون الأشهر الثلاثة الأخيرة، والتى باتت تطارد كل أوجه الحياة العادية للعراقيين، كالأسواق وملاعب كرة القدم الشعبية.

ويقول الخبير العراقى فى الشؤون الأمنية والإستراتيجية على الحيدرى إن "استهداف المقاهى يهدف إلى نشر الذعر فى المجتمع وإلحاق أكبر قدر من الخسائر البشرية كون المقاهى هدف سهل".
ولم يتبن أحد هذه الهجمات لكن الحيدرى يرى أن تنظيم "دولة العراق الإسلامية" الفرع العراقى لتنظيم القاعدة، "يقف خلف هذه الهجمات فى محاولة أيضا لزيادة السخط الشعبى ضد الحكومة".





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة