قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، اليوم السبت، إن الحرس القديم عاد مرة أخرى للظهور على الساحة السياسية المصرية بعد الإطاحة بنظام محمد مرسى، وجماعة الإخوان المسلمين.
وأشارت الصحيفة إلى أن الحراك الجديد فى مصر فى أعقاب الإطاحة بنظام مرسى فى 3 يوليو أنتج مشهدا مألوفا على نحو مخيف، حيث رحل الحكام من الإخوان المسلمين وعادت إلى المشهد وجوه الحرس القديم، الذين يرتبط العديد منهم بعصر مبارك، وبالنسبة للعديد من المصريين، فإن ذلك الوضع هو الأفضل.
وهناك العديد من المظاهر التى تؤشر بعودة هذا النظام، والتى تتجلى بعضها فى مجلس الوزراء الجديد، حيث عادت وجوه عصر مبارك إلى المشهد فيما غاب الإسلاميون، بالإضافة إلى أن تقوم النيابة بالتحقيق مع من كانوا حكاماً لمصر قبل 30 يونيه.
وحتى الآن، لا يوجد انتقادات واسعة لعودة الحرس القديم، حيث إن المصريين الذين كانوا من قبل يطالبون بمحاكمة الفلول يقولون إن عاما من حكم الإخوان الكارثى وضعت الأمور فى سياق مختلف.
وأضافت الصحيفة أن هناك 11 شخصا من بين 34 وزيرا فى المجلس الجديد ينتمون لنظام مبارك، ويقول المدافعون عن عودة الحرس القديم، إن ذلك منطقى نظرا لأنهم هم الوحيدون المؤهلون لإدارة البلاد.
وقال أحمد سرحان، مساعد الفريق أحمد شفيق: "لمدة عام، أثبتت حكومة الإخوان إنها غير كفء ومن ثم فنحن مضطرون للاستعانة بالخبراء من النظام القديم".
فيما أكد عمرو موسى، الذى كان وزيرا للخارجية فى عهد مبارك، والذى بذل جهودا حثيثة لكى يفصل نفسه عن نظام مبارك، إن هناك العديد من المنتمين لعصر مبارك قد فرضوا على نفسهم عزلة بعد الثورة ويجب أن يشعروا بالأمان لكى يتمكنوا من العودة.
وأضافت الصحيفة أن النشطاء الليبراليين والعلمانيين الذين احتفوا بالتخلص من نظام مرسى لا يتحدثون حول القيم الديمقراطية، بل ويفصح العديد منهم عن رغبته فى حظر الجماعات السياسية الأخرى مثل حزب جماعة الإخوان المسلمين، ويطالبون وسائل الإعلام بالالتزام بنظام قانونى أكثر تشددا ويؤمنون بأن قيادات جماعة الإخوان يجب أن تظل حبيسة السجون.
وبالرغم من أن الولايات المتحدة دعت المصريين للمصالحة ودعت الجيش إلى السماح للإخوان بالعودة للسياسة، فإن العديد من العلمانيين ينفرون من الفكرة، فيقول شادى الغزالى حرب، العضو بحزب الدستور الليبرالى: "المصالحة مصطلح غائم للغاية"، مضيفا أنهم لا يستطيعون الجلوس على طاولة المفاوضات مع الإخوان لأن أيديهم ملطخة بالدماء.