عبر عدد من المثقفين والكتاب، عن رؤيتهم للوضع السياسى المصرى، وعن أهمية الشعار الذى يجب أن تتبناه الدولة فى الوقت الحالى، وقالوا إن المصالحة لا يجب أن تتم قبل المصالحة لكل من أهدر كرامة مصر، وأموالها، مؤكدين على ضرورة النظر للمستقبل، وعدم الالتفات إلى الماضى.
الروائى الكبير يوسف القعيد، قال إن هذه المرحلة الصعبة من عمر مصر تحتاج إلى عدد من الخطوات، حتى نسير نحو التقدم، وتعود مصر لدورها الريادى، وأولى هذه الخطوات تطهير مصر من عدوان الإخوان عليها، ولا يكفى فقط عزل محافظين الإخوان، بل يجب عزل من أتى بهم من رؤساء المدن، ولا يكفى كذلك عزل وزير التربية والتعليم، وأيضاً لا يكفى تولية الدكتور صابر عرب حقبة وزارة الثقافة، بل يجب عليه عزل من عينهم علاء عبد العزيز.
وأضاف القعيد فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن ثانى هذه الخطوات هو تطبيق المحاسبة بالقانون لكل من نهب مصر، وأموالها، وأهدر كرامتها، وباع أسرارها، محاسبة حقيقية، لأن المشكلة فى مصر أنها قطعت رأس الأفعى فقط، وليس جسدها، والجسد أحيانا ينتج رأس أخرى.
وأشار القعيد على الخطوة الثالثة وهى أن يبدأ حوار المصالحة ليس لفصيل الإخوان، ولا على أساس توجه سياسى، أو دينى، لكن حوار مجتمعى يعمل على المصالحة بعد حالة الاستنفار.
وأكد القعيد على ضرورة أن تلفت الحكومة لأربعة جهات أو مشروعات مهمة وهى الشباب الحائر، والمرأة، والفقر، والأمية.
هذا وقال الشاعر الكبير عبد المنعم رمضان، إنه بعد يوم 30 يونيو، ارتكبنا خطأ كبيرا فى تشكيل حكومة حاصل دمج من حكومة عصام شرف، وهشام قنديل، والمعروف أن الحكومتين كانتا فاشلتين، وهذا الأمر بدأ يفقدنى الكثير من الثقة فى خطوات الفترة الانتقالية.
وأضاف رمضان حتى الآن لم أستطع الموافقة على ما يحدث، فالقوى القوى القديمة لازالت موجودة فى غرفة مغلقة تدير الأمور، وتسمح بالتغيير الشكلى فقط، وليس الجذرى، ولا تسمح للثورة أن تنجح، "وذلك فى إشارة منه لنظام مبارك"
وأكد رمضان أن هذا هو المأزق الأكبر الذى وقعنا فيه، وهو الإصرار على تزويج الماضى بالحاضر، مشيراً أن زيجات الماضى لا تحقق المصالحة، ولذلك فإن شعار هذه المرحلة هو ضرورة الخصام مع الماضى، وعلينا أن نسير إلى المستقبل، ونترك الماضى خلف ظهرونا.
ومن جانبه قال الكاتب الصحفى الكبير صلاح عيسى، إن المصالحة الوطنية تحتاج إلى وقت، لأن النفوس لم تهدأ بعد، خاصة وأن الفصيل الرئيسى رافض فكرة التصالح والتوافق مع القوى الأخرى.
وأضاف عيسى المهم الآن هو تنفيذ خطة الطريق للمستقبل، تبدأ بتعديل الدستور، أو كتابة دستور جديد، ثم انتخابات برلمانية، أما المصالحة فيمكن أن تتم على أرض الواقع عن إجراء انتخابات مجلس الشعب، إذا قرر حزب الحرية والعدالة خوضها، أما إذا أصروا على موقفهم فهم أحرار.
وأكد عيسى على أن المصالحة ليست أولوية قصوى، ولكن ربما وجهة نظر الإدارة أنها أولوية لتأكيد على مبدأ عدم الإقصاء.