ذكرت وكالة الأسوشيتد برس الأمريكية، أنه بعد ثلاثة أسابيع، بدأ بعض السكان المحليين فى التبرم من الإسلاميين من مؤيدى الرئيس المصرى المعزول محمد مرسى المعتصمين خارج مسجد رابعة العدوية بالقاهرة للمطالبة بعودته إلى منصبه.
وأضافت فى تقرير لها " يشكو السكان من أن مخيم الاعتصام يقطع الطرق المؤدية إلى منازلهم، كما تكدست القمامة فى الشوارع الجانبية ودمرت حدائق المنطقة، وتتواصل الخطب التى تصدح من منصة الاعتصام حتى أوقات متأخرة من الليل".
وفى الوقت نفسه، تلقفت تلك الشكاوى حالة الاستقطاب المريرة التى تعيشها مصر بسبب إزاحة الجيش لمرسى فى الثالث من يوليو الجاري، حيث أن وسائل الإعلام المناهضة للإسلاميين اعتبرت ضجر السكان دليلا على انقلاب البلاد ضد المتظاهرين الذين يتعهدون بأن يواصلوا حملتهم الاحتجاجية.
وأوضحت أن جماعة الإخوان المسلمين التى ينتمى إليها مرسى سعت إلى التأكيد على أنها تحظى بدعم جيرانها، معلنة أن السكان يحضرون الحلوى والطعام للمعتصمين، كما أصدر معسكر الاعتصام بيانا الأسبوع الماضى يقدم فيه للسكان القريبين "خدمات الرعاية الطبية والكهرباء والسباكة وخدمات أخرى على مدار الأربع والعشرين ساعة".
وتجمع أنصار مرسى فى تقاطع الطرق المواجه لمسجد رابعة العدوية سبق اندلاع المظاهرات المليونية فى أرجاء البلاد والتى بدأت فى الثلاثين من يونيو ضد الرئيس المعزول وأدت إلى الإطاحة به.
وأشارت الوكالة إلى أن الآن استقر المعتصمون فيما يبدو أنه وجود شبه دائم على مشارف منطقة مدينة نصر شرق القاهرة، ويبيت هناك فى خيام ما لا يقل عن ألف شخص وتتضخم الحشود فى بعض الأوقات إلى عشرات الآلاف من الأشخاص فى احتجاجات ليلية، وخلال اليوم يتناوب متحدثون من رجال الدين السلفيين إلى قيادات إخوانية إلى أشخاص عاديين من الحشد، يتناوبون على الخطاب فى الجماهير من فوق منصة الاعتصام لشحذ هممهم.
وتقول ساره أشرف وهى شابة فى الخامسة والعشرين تسكن المنطقة، للأسوشيتد برس " كنا نظن أنهم سيتظاهرون ليوم واحد فحسب، افترضنا أنهم سيرحلون بعد الثورة (سقوط مرسي) لكنهم لم يفعلوا وبدأ الأمر يتحول إلى مأساة، فالضوضاء المستمرة والألعاب النارية والخطب تمثل مشكلة كبيرة لسكان المنطقة، أما المشكلة الأخرى هى لهجة بعض تلك الخطب حيث يهاجم المتشددون خصومهم".
وتتابع أشرف وهى مسيحية "على منصتهم، يهدد ويهان المسيحيون على الدوام، أنا اضطر إلى ارتداء قمصان طويلة الأكمام وملابس أكثر محافظة وإلا شعرت بعدم ارتياح عند المرور وسط الحشد الذى يتألف إلى حد كبير من إسلاميين متشددين ورجال طويلى اللحى والكثير من المنقبات".
هذا فيما ارتفعت جدران من أكياس الرمل فى بعض الأجزاء، وخشية تعرضهم للهجوم، ينشر المعتصمون فصيلا من الشباب يحملون العصى والدروع محلية الصنع، ويتعين على كل من يدخل أو يعبر منطقة الاعتصام أن يبرز بطاقات الهوية عند نقاط التفتيش الخاصة بهم، كما أن الخيام منتشرة عبر الأرصفة أمام مداخل العمارات، وفى الحدائق والمراتب القريبة، بنى المحتجون مراحيض من الأحجار والطوب.
علق الساكن محمد وصفى "خلعوا الحجارة من الأرصفة واستخدموها لبناء جدار يتحصنون ورائه بأسلحتهم البدائية، كما يحملون العصى فى أيديهم طول اليوم كاستعراض للقوة،و شبانهم يحملون عصى توازيهم طولا".
هذا فيما نظم العشرات من السكان احتجاجا مناوئا بالقرب من المعسكر المؤيد لمرسى مساء يوم الخميس الماضى ورددوا هتافات قائلين "الإخوان عار علينا". وحملوا لافتات كتب عليها "أنت حر طالما لم تؤذني".
ولم تحدث احتكاكات بين المجموعتين، لكن السكان المحتجين أصدروا بيانا يتضمن قائمة من المطالب وأعطوها لأنصار مرسى وأمهلوهم حتى مساء اليوم السبت لينفذوها، ومن بين المطالب، نقل المنصة وإخلاء الشوارع الجانبية والتوقف عن استخدام الألعاب النارية وإغلاق مكبرات الصوت وتنظيف المنطقة بانتظام وضمان ألا يحمل أحد أسلحة وسط حشودهم.
وكشفت الوكالة أن بعض السكان انتقلوا لأماكن أخرى مؤقتة، والبعض الآخر التزم منازله، وذكرت "ابتهال حازم" وهى طالبة جامعية فى الحادية والعشرين، عبر الهاتف من منزلها القريب من الاعتصام "نحن محاصرون هنا منذ ثلاثة أسابيع، والدى لا يسمحان لى بالخروج إلا إلى المتجر الكائن تحت منزلي".
وتصر نورا محمد وهى امرأة فى الثلاثين بين المحتجين المؤيدين لمرسي، أنهم ضيوف طيبون. وقالت" شارعهم كان مليئا بالقمامة ومتظاهرو الإخوان جاءوا ونظفوها، ليس لهم حق فى أن يشتكوا، إنها شاحنات الجيش التى تصنع المشكلة وتقطع بعض الطرق الرئيسية".
ويقطع الجيش اثنين على الأقل من الطرق الرئيسية المؤدية إلى خارج منطقة الاعتصام.
فيما أكدت الوكالة على أن السكان يشكون أيضا أن المعتصمين يستخدمون المساجد الأخرى القريبة للإقامة والنوم والاستحمام، كما لفت "كارم حازم" وهو شاب من سكان المنطقة أيضا إلى أن مدرسة حكومية قريبة تستخدم أيضا للسكن وأغراض الطهي، وأن رؤيتهم بالبيجامات والمناشف على أكتافهم بات مشهدا معتادا.
واستكملت " الخوف من اندلاع أعمال عنف من أى من الطرفين، يخيم على الوضع هناك، حيث كان أكثر من خمسين متظاهر من مؤيدى مرسى قد لقوا حتفهم الأسبوع الماضى على يد قوات الجيش وسط اشتباكات فى مكان اعتصام آخر ليس ببعيد عن رابعة العدوية، وشهدت مناطق أخرى أعمال عنف بين متظاهرين والشرطة أو سكان محليين".
"سأم" بين سكان رابعة من ممارسات مؤيدى المعزول والبعض تركوا منازلهم
السبت، 20 يوليو 2013 12:28 م
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة