حسن زايد يكتب: قصف العقول

السبت، 20 يوليو 2013 02:16 ص
حسن زايد يكتب: قصف العقول صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من المعروف أن الإنسان يتأثر بما يسمع أو يشاهد باعتبار أن السمع والبصر من نوافذ الإطلال على العوالم المحيطة والتعرف عليها.

ويزيد التأثير كلما زاد الإلحاح فى عرض المسموع أو المشاهد. وكلنا يعرف جوبلز وزير الدعاية النازى فى حكومة هتلر فقد لجأ إلى أسلوب قصف العقول للتأثير على وجدان وإدراك الإنسان باعتبارهما من مكونات السلوك الإنسانى.

ولقد لجأ إلى ذات الأسلوب وزير الإعلام فى حكومة صدام حسين إبان الغزو الأمريكى للعراق محمد سعيد الصحاف، حيث يجرى قصف العقول بمعلومات كاذبة ومضللة لا نصيب لها من الواقع بحيث يتم تصديقها والتصرف بمقتضاها. وقد اعتمد الإخوان منهج جوبلز فى التعامل مع الأزمة التى تمر بها الجماعة أملاً فى الخروج منها منتصرين أو على أقل تقدير التقليل من الخسائر إلى أدنى مستوى ممكن. وقد قام المنهج على ثلاثة محاور رئيسية.

المحور الأول: محور الشرعية حيث يجرى التركيز طوال الوقت على مسألة أن الرئيس هو الرئيس الشرعى الذى جاء بإرادة الجماهير واختيارهم عبر انتخابات حرة نزيهة شهد لها العالم. وشرعية الصندوق لا يغيرها سوى الصندوق ولا سبيل إلى تغيير معترف به سوى ذلك السبيل.

تلك هى الخطوط العريضة التى تنطمس خلفها التفاصيل، ولا يتركك تدخل فى تلك التفاصيل لأن هناك يكمن الشيطان.

فالانتخابات الرئاسية شابها ما شابها من مخالفات لو تم تحقيقها واعتماد نتائجها لاختلف الوضع، ولو تم التفتيش فيما وراء نتائجها من ضغوط خارجية لاكتشفت الكارثة.

ناهيك عن ذلك، فلنتقدم خطوة للأمام لنجد أن ذلك الرئيس الشرعى قد انتهك الدستور والقانون، وحنث باليمين الدستورى شكلاً وموضوعاً. وأتى من الأفعال ما يقوض الشرعية التى يركن إليها فى دعايته الجوبلزية، أى أنه أفقد نفسه شرعية وجوده ومشروعيته.

المحور الثانى: أن ما حدث يوم 30 يونيه هو انقلاب على تلك الشرعية، وأبسط ما يقال عن هذا المحور أنه كلام لا معنى له.

لأن الجميع يدرك ــ والحقيقة تفقأ العيون، لأنه ليس مع العين أين؟ ــ أن الجماهير التى خرجت على هذا النظام الفاشل فاقت أى تجمع بشرى ثورى فى التاريخ، وأن البشرية أمامها قرون عدة كى تكسر هذا الرقم القياسى، والجيش ما خرج إلا حماية لإرادة هذه الحشود.

هذا بخلاف أنه كان نظاماً فاقداً للشرعية والمشروعية ابتداء من قبل الثورة عليه. وما خرجت عليه الجماهير إلا لذلك. والجيش جيش الشعب، والشعب مصدر السلطات، وعلة وجود الشرعية، فما لكم كيف تحكمون؟.

المحور الثالث: وهو يتعلق بالفعل على الأرض الذى تجرى الدعاية له باعتباره مشروعاً لحين استرداد الشرعية. يتمثل فى جانب منه فى المظاهرات والاعتصامات التى لا تخلوا من الاحتكاكات العنيفة التى تولد ضحايا يتم التسويق لها داخلياً وخارجياً لإستجلاب تعاطف الداخل والخارج على السواء باعتبار أن الجماعة المشروعة ـ من وجهة النظر التسويقية ـ تتعرض للاضطهاد والمطاردة والتنكيل من جانب الحكم العسكرى ـ بحسب مزاعمهم ـ الفاشى المستبد، الذى قضى ـ فى زعمهم ـ على الديمقراطية الوليدة ــالديمقراطية الكلينكس ـ وخنق الحريات العامة والخاصة.. والجانب الآخر يتمثل فى أعمال إرهابية فى سيناء تستهدف زعزعة الإستقرار وخلق أرض محروقة وملتهبة تحت أقدام النظام الجديد حتى لا يقر له قرار ولا ينعم بأى استقرار.

يتوج ذلك بخطة قصف العقول فى الداخل والخارج عن طريق استئجار صحف ووكالات أنباء وقنوات تلفزيونية تبث هذه السموم ليل نهار.

وذلك بخلاف المحبين والمتعاطفين وأصحاب المصالح والمأجورين فى الداخل والخارج. وقد نسيت الجماعة أن وجهها قد أصبح عكراً، وأن الماشطة التى تستخدمها لا يمكنها تحسينه، فماذا تفعل الماشطة فى الوجه العكر؟ !.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة