مرت ستة أشهر من ولاية الرئيس الأمريكى باراك أوباما الثانية، ولم يكن من الممكن للتحديات التى واجهها أن تكون أكثر مدعاة للتفاؤل الذى ميز نفس الفترة من ولايته الأولى قبل خمسة أعوام.
وعندما أدى اليمين فى بداية ولايته الثانية فى شهر يناير، تعهد أوباما بتحقيق تحرك وتقدم سريعين على صعيد مجموعة مختلفة من الأولويات التى تميل إلى تيار اليسار ومن بينها زيادة الضرائب على الأثرياء وإصلاح نظام الهجرة والسيطرة على الأسلحة وحقوق المثليين.
وقال أوباما "علينا الآن اتخاذ قرارات ولا مجال للتأخير".
لكن بعد ستة أشهر، يواجه أوباما غضبا من حلفاء فى الخارج بسبب برنامج التجسس الأمريكى الواسع والمستويات الضعيفة فى استطلاعات الرأى فى الداخل إلى جانب كونجرس متردد لايتعاون بشأن إجراء إصلاحات سياسة داخلية.
وأعيد انتخاب أوباما استنادا إلى رسالة ركزت على إنعاش اقتصاد الولايات المتحدة الذى لا يزال متعثرا، لكن بعد الانتخابات أحدث القليل من التغيير داخل الحكومة الأمريكية المنقسمة، ولم تكن هناك سوى مساحة ضيقة له للمناورة.
وهبط مستوى البطالة إلى نسبة 6ر7% فى شهر يوليو بعد أن كان 9ر7% فى شهر يناير، ونما الاقتصاد بمعدل بلغت نسبته 8ر1% فى الربع الأول - أى أبطأ من المستهدف فى بادئ الأمر لكن أسرع من نسبة نمو بلغت 4ر0% فى أواخر عام 2012.
ويحظى أداء أوباما بنسبة تأييد تبلغ 46% فقط فيما يتعلق بالوظائف فيما لا توافق نسبة 48% على هذا الأداء، وفقا لأحدث مسح أجراه مركز "جالوب" لاستطلاعات الرأي.
ولم يتمكن أوباما أيضا من إقرار تشريع للحد من حيازة الأسلحة، كان قد وعد به فى أعقاب حادث إطلاق النار على مدرسة ساندى هوك الابتدائية فى ولاية كونيتيكت.
ويواجه الرئيس الأمريكى مزيدا من التحديات فى تنفيذ إصلاحات الرعاية الصحية التى أقرت فى فترته الرئاسية الأولى. وحث أوباما الجمهوريين فى الكونجرس أمس الأول الخميس على وقف محاولة إلغاء القانون وأقسم على المضى قدما بالتنفيذ حتى مع تأخير بعض أجزاء القانون وسط مصاعب فى تطبيقها.
وعلى صعيد السياسة الدولية، واجه أوباما تحديات من سوريا حيث تحرك لتزويد الثوار بالأسلحة .
وسعى الحلفاء الأوروبيون بصورة متزايدة إلى النأى بأنفسهم عن برنامج التجسس الواسع الذى استخدمته وكالة الأمن القومى الأمريكية والذى يجمع التسجيلات الهاتفية الأمريكية وحركة مرور البيانات الدولية عبر الإنترنت.
وكما أن احتماء إدوارد سنودن، الموظف المتعاقد مع وكالة الأمن القومى الأمريكية سابقا والذى نشر المعلومات للإعلام، فى مطار موسكو، القى بظلاله على العلاقات المتوترة بالفعل مع روسيا.
وفى الوقت الذى يتطلع فيه أوباما لتسجيل انتصار بشأن إصلاح نظام الهجرة والتأسيس لإصلاحاته الخاصة بالرعاية الصحية، بدأت التخمينات تثار بالفعل بشأن من سيخلفه فى البيت الأبيض فى انتخابات عام 2016، حيث يحث الكثير من الديمقراطيين بالفعل هيلارى رودام كلينتون على السعى مجددا للمنصب.
بعد6 شهور من ولايته الثانية.. تحديات داخلية وخارجية تواجه أوباما
السبت، 20 يوليو 2013 12:20 م