لم يصدق "محمد أسامة أحمد"، الناجى الوحيد من حادث قصف منزله بالعريش، الذى راح ضحيته ثلاثة شهداء أنه خرج حيا بعد أن استعاد وعيه واستقرت حالته إلا أن الصدمة كانت كبيرة عليه خاصة بعد معرفته وفاة والده وعمه.
وانتقلت "اليوم السابع" إلى مستشفى الإسماعيلية العام، حيث يرقد محمد أسامة أحمد، الناجى الوحيد من عملية القصف، التى كانت تستهدف قوات الشرطة والجيش وقسم شرطة العريش وأخطأت إحدى القذائف لتسقط على منزل المجنى عليه، والذى روى تفاصيل الجريمة البشعة، التى راح ضحيتها أفراد أسرته.
يقول "أسامة" إنه كان هو ووالده وصديقهما فى منزله بمنطقة غرناطة بالعريش وبدون أى مقدمات سمع دوى شديد ودخول قذيفة صاروخية من نافذة المنزل لتضرب البيت بأكمله وشعر بتطاير والده وصديقه إثر قصف المنزل.
وأوضح أن منزلهم تحول إلى رماد بعد سقوط القذيفة عليهم، والتى تبين أنها من صواريخ جراد، وأن جميع محتويات المنزل احترقت، مشيرا إلى أنه علم أن مجموعة إرهابية كانت بمنطقة مرتفعة فى الريسة شرق العريش قامت بإطلاق عدد قذائف "صواريخ جراد لونها كاكى اللون"، من منطقة الريسة بشرق العريش، وكانت تستهدف قسم شرطة ثان، وقد أخطأت وسقطت على المنزل مما أدى لمقتل والده وصديقه فى الحال، بينما أصيب هو بعدة شظايا بقدمه، وتم نقله لمستشفى العريش، ثم تحويله فجر السبت إلى مستشفى العام بالإسماعيلية ولم يشعر بنفسه إلا فى المستشفى.
وأضاف، أن إطلاق الصواريخ والنيران أصبح أمراً عادياً بمدن شمال سيناء خاصة بالأماكن، التى تتواجد بها مقرات الجيش والشرطة والأكمنة الثابتة، حيث كان مقصوداً بالصواريخ، التى تم إطلاقها قسم شرطة ثان العريش إلا أنها أخطأت القسم وسقطت على منزلهم، مؤكداً أن الجماعات الإرهابية نتاج لإهمال أمنى منذ عدة سنوات، وتتمركز بالمناطق الجبلية ومزارع الزيتون وخنادق تم حفرها تحت الأرض.
وتابع أن أصوات الطائرات والصواريخ، التى تُسمع بالعريش حالياً تُذكر بفترات الحروب وفق ما يقول أهالى العريش ممن عاصروا فترات الحروب وتتسبب فى حالات فزع للأطفال والسيدات، مناشداً قوات الجيش والشرطة تطهير سيناء من البؤر الإجرامية، خاصة أن سيناء البوابة الشرقية للبلاد وتُعد بالنسبة للدولة من أهم مقومات الأمن القومى وتحتاج للتطهير من البؤر الإرهابية، حتى تتمكن الدولة من تنميتها بالشكل اللائق.
تجدر الإشارة إلى أن أهالى مدينة العريش شيعوا اليوم جثث الشهداء المدنيين الذين استهدفهم صاروخ مجموعة إرهابية مساء أمس أثناء تناولهم طعام الإفطار بمنطقة غرناطة بالعريش، وهم أحمد عطية 50 سنة، وأسامة عطية الرفاعى 50 سنة، ومحمد ربيع أحمد 43 سنة.
وخرجت جنازة شعبية مهيبة شارك فيها أهالى العريش عن بكرة أبيهم تطالب بالقصاص والقضاء على الإرهاب فى سيناء، وتساند الجيش والشرطة.
وتسود مدينة العريش خاصة وسيناء بوجه عام، حالة من الغضب جراء تدهور الأوضاع الأمنية وسقوط قتلى بشكل يومى جراء هجمات مسلحين على نقاط للشرطة والجيش.
الناجى الوحيد من قصف منزل بالعريش: فوجئت بوالدى وصديقى يتطايران ولم أشعر بنفسى إلا فى المستشفى.. صاروخ جراد حول البيت إلى رماد.. وإطلاق القذائف أمر عادى بشمال سيناء
السبت، 20 يوليو 2013 05:45 م