أصدر اتّحاد الكتّاب اللبنانيين، بيانًا أكد فيه على أنه يبعث بالتحيّة لشعب مصر واتّحاد كتّاب مصر، مؤكدا أنّ مجتمعنا العربى من مصر إلى لبنان وسائر الساحات لن يكون حاضنة للتطرّف ولا للمجموعات التكفيريّة التى تهدّد الوحدة الوطنيّة، والتى تخالف العروبة الحضاريّة السمحة التى لا تنسجم مع أى شكلٍ من أشكال التعصّب أو الفئويّة.
ويسجل الاتحاد فى البيان تقديراً عالياً وتحيّة أخويّة نضاليّة لشعب مصر العظيم الذى خرجت ملايينه لتصحيح المسار فى أرض الكنانة، والتحيّة لهذه الملايين الحرّة التى كان تحرّكها حضارياً راقياً يعبّر عن أصالة وروح مسئولة تجاه الوطن والأمّة.
وقال الاتحاد فى بيانه، لقد كان لاتحاد كتّاب مصر من خلال رئيسه الأديب محمّد سلماوى وإدارته ومنسوبيه موقف متقدّم حيث صدر بيان الاتّحاد بسحب الثقة بالرئيس السابق رائداً وشجاعاً وشكّل قدوة طيّبة لأصحاب الأقلام فى مواجهة حفنة نجدهم قد وظّفوا أقلامهم لصالح حالات من الانتهازيّة والمقاولة بالكلمة.
ودعا الاتحاد كلّ المبدعين إلى العمل من أجل تطويق هذه الظواهر الدخيلة، والموظّفة لخدمة الخارج على حساب الأمّة، وإنّ الإسلام دين الرحمة، وقد أكّدت شريعته الخالدة، كما رسالات السماء الأخرى والمسيحيّة فى رأس قائمتها، على الوسطيّة والاعتدال، وأسّست لمنهج الرحمة ودعت إلى رفع شرف الإنسان، والحفاظ على كرامته، وهذا يقتضى أن يتصدّى الأدباء والعلماء لكلّ فكر مصطنع يقوم على القسوة واستباحة الحرمات.
وذكر البيان أنّ شعبنا لا يقبل بحكمٍ فئوى بأى ستار جرى تمويهه، بل إن حقيقة الأمّة الكيانيّة والحضاريّة تقوم على أنّ المقبول هو الحريّة، والانفتاح، والتعدّديّة، والديمقراطية السليمة، والعدالة الاجتماعيّة، والمأسسة، وتعميق روح المواطنة التى يتساوى فيها الجميع دونما النظر إلى الطائفة أو المذهب أو العرق.
وقال الاتحاد إنّ الهجمة الاستعماريّة من خلال المجنّدين لها تستهدف جيش الأمّة وقواه العسكريّة فى كلّ الأقطار، كما هو ظاهر للجميع، وهدفهم فى ذلك تحقيق شعار الفوضى الخلاّقة التى تعطى الفرصة لمشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيوأمريكى، وفى الوقت عينه يكون فى إضعاف جيوشنا خدمة للعدو الصهيونى الغاصب، ولكلّ الأعداء. لذلك نؤكّد على الالتفاف حول جيوشنا والحرص على قدراتها، ونؤكّد بأنّ كلّ نيل أو تطاول على الجيش إنّما هو عمل تآمرى ضدّ الأمن والوحدة والاستقرار، ونرفع تحيّة خاصّة لجيشنا اللبنانى مستنكرين كلّ ما يتعرّض له من تعدّيات بالمواقف والسلاح، والتحيّة لجيش مصر الذى تحالف مع الشعب كى تنجح الثورة على التطرّف والفئويّة، والتحيّة لكلّ جيوشنا العربيّة فهى الدرع الواقية للوطن وللأمّة.
وذكر البيان أنّ ثورة 30 يونيو فى مصر، والصمود فى كلّ الساحات للقوى الوطنيّة العروبيّة، والوحدويّة المنهج مع الجيوش يؤسّسون لتصحيح الاتجاه بحيث أنّ إبرة البوصلة لا خيار لها سوى فلسطين والقدس، وكلّ جهد أو طاقة يكونان فى غير المعركة ضدّ العدوّ المحتلّ ومن يعاونه لا تعلو قيمته عن الصفر. ففلسطين والقدس عنوان جامع وخيار مقاوم لا جدوى بسواه.
وختم الاتحاد بيانه بتجدّد التحيّة للأمين العام للاتّحاد العام للأدباء والكتّاب العرب ورئيس اتّحاد كتّاب مصر الأديب محمّد سلماوى والتحيّة من خلاله لإخواتنا الأدباء والعلماء الأحرار، ولكلّ مؤسّسات المجتمع الأهلى، والنقابات، والاتّحادات التى تشكّل رافعة للعمل النضالى الوطنى، ومن خلال الأستاذ محمّد سلماوى كلّ التحيّة لمصر التى كان لقاء إعلان التغيير فيها جامعاً لكلّ المكوّنات وهذا سيكون فى طريق الوحدة ووأد الفتن.