فى كل مرة تلجأ الحكومة إلى قرارات غير شعبية، يلجأ المواطنون إلى خفة الدم والنكتة لمواجهة موجات الغلاء التى تجتاحه فى كل مرة.
ويعلّق المواطنون الأردنيون بحسب ما جاء فى العربية.نت بطرافة على الضريبة الجديدة على الاتصالات التى أقرّتها الحكومة الأردنية، حيث يقول أحدهم: "بدنا نرجع لأيام الرسائل بالبريد، وبدنا نرجع للحمام الزاجل، آخر عندى بطاقة للبيع بداعى السفر"، وآخر يعلق: "لويرفعوا معدلى عشان أتخرج من الجامعة".
حالة من النضج المجتمعى
واعتبرت الدكتورة عصمت هوسو، رئيسة مركز نوع الاجتماعى، لجوء الأردنيين إلى النكتة رداً على القرارات الحكومية حالة من النضج المجتمعى.
وأشارت إلى أن هذه الحالة نابعة من حالة احتقان أكثر من كونها حالة استقرار سياسى، مبينة أن المجتمع الأردنى مجتمع جاد، ولكن دوره المهم فى المرحلة الحالية كملاذ آمن للمجتمع العربى فى التحولات الأخيرة، خلق هذه الأجواء.
السخرية فى الأردن طبيعية
واعتبرت حالة السخرية فى الأردن طبيعية لأن المجتمع الأردنى مجتمع شاب، ولذلك يحمل روح السخرية، لكنها علقت بأنها تخشى أن تتحول هذه النكتة من عقل جمعى يشكومن الأوضاع إلى التحول إلى طرق أخرى أقل سلمية.
وأوضحت أن اللجوء إلى النكتة يخفف حالة الاحتقان، معتبرة ذلك من الدفاعات التى يلجأ إليها الشعب عندما يفتقر لوسائل أخرى.
أعلى ضريبة اتصالات فى العالم
يُذكر أن ناشطين دخلوا فى موجة من الفكاهة والنكتة عبر الإنترنت بعد قرار حكومى أصبح الأردنى بعده يدفع أعلى ضريبة اتصالات فى العالم.
وابتكر ناشطون نموذجاً تهكمياً يوضح للمستهلك كيفية التعامل مع شيفرة الرنات، وعلى المستقبل أن يفهمها من دون الحاجة للتحدث عبر الهاتف.
وصبّ الناشطون جام سخريتهم على رئيس الوزراء الذى حلّق فى رفع أسعار الاتصالات، وبدأوا فى انتقاده عبر فيسبوك وتويتر، متناقلين أفكاراً ربما يطرحها رئيس الحكومة لفرض ضرائب جديدة على المواطن قد تطال الهواء والتمر الهندى، وصلاة التراويح، وغيرها من الأفكار التى لا يستبعد الساخرون أياً منها فى الوقت الحالى.
وليس "تنكيت" المواطن على الواقع إلا ردة فعل عنيفة، تكمن خطورتها فى توحّد الرأى العام على قضية ما، وتعرف هذه بالروح الاجتماعية التى ترسل رسائل وإن بدت ساخرة لكن على المعنيين التقاطها وفق قراءات مختصين اجتماعيين.
وليست ثقافة المقاطعة الكلية للسلع ذات الأسعار المرتفعة ناضجة لدى المجتمع الأردنى، لكن فى نفس الوقت هناك وعى متدرّج نحوالمقاطعة يأتى فى قالب لا يخلومن السخرية والنقد اللاذع.
الأردنيون يلجئون للنكتة والكاريكاتير رداً على قرارات حكومية أزعجتهم
السبت، 20 يوليو 2013 02:30 ص