أستأنف مؤتمر الحوار الوطنى فى اليمن أعماله اليوم السبت، بعد خلافات كبيرة عصفت باجتماعاته طيلة الأسبوع الماضى على خلفية هوية الدولة القادمة دينها ومصدر التشريع فيها، وسعى التيار الليبرالى والحوثى لاعتماد مصادر تشريع إلى جانب الشريعة الإسلامية قبل أن ينسحب ممثلو التيارات الإسلامية والذين يطالبون باعتماد الشريعة الإسلامية مصدرا وحيدا للتشريع.
الخلافات حول مصدر التشريع ودين الدولة القادمة دفع برئاسة فريق بناء الدولة إلى رفع المقترحات إلى لجنة التوفيق للبت فيها، فى الوقت الذى حشد ممثلو حزبى الرشاد السلفى والإصلاح طاقاتهما للضغط من أجل التراجع عن إقرار دولة لا دينية كهوية لليمن الجديد وناشدوا فى برقيات عاجلة مؤتمر الحوار والرئيس هادى التدخل لإنهاء الجدل الدينى..محذرين من نشوب حرب طائفية فى حال المضى قدما فى اعتماد الدين مصدرا رئيسيا للتشريع.
وفى تلك الأثناء أفتى عضو مؤتمر الحوار الوطنى كمال بامخرمة بتحريم على أعضاء فريق بناء الدولة فى المؤتمر على خلفية تبنيهم مصادر تشريع غير الشريعة الإسلامية قبل أن يتراجع عن فتواه بعد احتجاجات كبيرة شهدها مؤتمر الحوار الخميس الماضى تطالب بطرده من المؤتمر ومحاكمته، غير أن رئيس الفريق أحاله إلى لجنة الانضباط والمعايير وهى الجهة المخولة بمحاكمة أعضاء المؤتمر.
من جهة أخرى، سادت مخاوف فى صنعاء من تحول المدينة إلى ساحة للتصفيات المذهبية والطائفية وعمليات الاغتيالات الانتقامية بين الحوثيين والجماعات السلفية من جهة، وبين الحوثيين وحزب "الإصلاح" الجناح السياسى لإخوان اليمن من جهة ثانية، وبينهم وبين تنظيم "القاعدة" من جهة أخرى.
وتصاعدت هذه المخاوف بعد مقتل اثنين وإصابة 5 آخرين أول أمس فى عملية نفذت بساحة التغيير بصنعاء على طريقة تنظيم "القاعدة" فى استهداف ضحاياه، ما أدى إلى استنفار مسلحى جماعة الحوثى الذين تظاهر نحو ألفى شخص منهم أمس، مطالبين بإسقاط الحكومة وحل جهاز الأمن القومى (المخابرات).
فى غضون ذلك، أكد مصدر من الجماعة السلفية فى محافظة صعدة شمال اليمن أن الوضع المتوتر بين السلفيين فى منطقة دماج وبين الحوثيين على وشك الانفجار ما سيؤدى إلى تجدد المواجهات بينهما رغم وصول لجنة وساطة تضم زعيمين من قبيلة حاشد أرسلهما الشيخ حسين بن عبدالله الأحمر إلى المنطقة لحل النزاع بين الطرفين.
استئناف الحوار الوطنى اليمنى بعد خلافات كبيرة عصفت باجتماعاته الأسبوع الماضى
السبت، 20 يوليو 2013 12:37 م