نقلا عن اليومى..
يبدو أن صناع دراما رمضان 2013 وضعوا على عاتقهم نوعا من أنواع التحدى لحكم الإخوان المسلمين والذى حاول تهميش الحركة الفنية وترك أشباه الشيوخ يسبون الفن والفنانين على الفضائيات وأمام العالم أجمع، وهو ما جعل الفنانين وصناع الدراما يجمحون بخيالهم إلى نوع من أنواع الدراما البعيدة كل البعد عن الدراما المحافظة التى كانت تراعى أنها تدخل إلى كل المنازل من خلال شاشة التليفزيون وكان يراعى بها معايير أخلاقية وأدبية غابت إلى حد كبير عن دراما رمضان 2013.
وتشهد بعض المسلسلات الدراما وجود ألفاظ نابية مثل مسلسل «آسيا» للنجمة منى زكى التى قامت مجموعة قنوات art بوضع مؤثر صوتى «تيييت» على تلك الألفاظ حتى لا تؤذى مسامع المشاهدين، وذلك إلى جانب عدد من المسلسلات مثل «حكاية حياة» الذى يعتبر صدمة للمشاهد خاصة لوجود خطوط درامية تتعلق بزنى المحارم والخيانة وغيرهما من المسلسلات التى تضم مشاهد قبلات وتلميحات جنسية.
الناقدة ماجدة موريس ترى أن الأمر برمته هو مسألة فنية ليس لها علاقة بالحريات مؤكدة أنه يجب أن يكون هناك رقابة فنية، موضحة أنها ضد التناول الفج لأى شىء، مشيرة إلى أنه من المفترض أن يكون هناك مجلس وطنى إعلامى يضع ميثاق شرف ويناقش كل تلك الأمور لأننا دولة كبيرة ولا يجب أن نترك الأمر لقنوات فضائية تضع علامة +18 بمبادرة منها.
وأشارت موريس إلى أن القنوات يجب أن يكون لديها قدر من المسؤولية الوطنية وما نراه من ألفاظ وإيحاءات ما هو إلا نوع من عدم قدرة المؤلف والمخرج على أن يعبروا عن المشاهد بشكل راق ويعتبر نوعا من التدنى، لأن الفن يقتضى أن يكون به بلاغة، وإيجاز، أما من يضع تلك المشاهد والألفاظ بشكل مباشر يدل على ضعف فنى لدى الكاتب والمخرج أو من الممكن أن يكون سوء فهم ولكن يجب أن نحمى المجتمع من التدنى.
من جانبها قالت الناقدة ماجدة خير الله إن ما يظهر فى دراما رمضان 2013 ما هو إلا تطور طبيعى للدراما التى كانت تعانى من كونها دراما متحفظة وكانت تعانى كثيرا من جهاز الرقابة، أما حاليا فإن سقف الحريات ارتفع وطريقة حديث البشر مع بعضها تغيرت وأصبح الحديث العادى يحمل العديد من الألفاظ الخارجة، وهو الأمر الذى لا يدل على مقياس الأخلاق لأن الأخلاق تقاس بالسلوك وليس باحتواء كلام الإنسان عن ألفاظ نابية أم لا؟
وأشارت ماجدة إلى أن الدراما تأخذ من لغة الشارع وتقدم نماذج من الواقع، والمهم فى الأمر هل هذا اللفظ أو الإيحاء فى موضعه أم لا وهل له ضرورة درامية أم لا؟ مضيفة أن الضرورة الدرامية فى مسلسل مثل «موجة حارة» فرضت نوعا معينا من الحوار فى المشهد الذى يجمع بين قواد وضابط شرطة فطبيعى أن يحمل الحوار العديد من الألفاظ ورغم ذلك يرفع شعار +18 وهو ما يجب أن يحدث مع باقى المسلسلات.. وأوضحت خيرالله أن العام الماضى تم فيه كسر أكبر تابوه فى تاريخ الدراما وهو تجسيد شخصية عمر بن الخطاب، وبالتالى سيستمر تكسير التابوهات الأخرى، مضيفة أن مسلسل «حكاية حياة» تظهر فيه قضية زنى المحارم والخيانة الزوجية وغيرهما، ولكن المقياس هنا أن الدراما لا تقدم تلك النماذج السيئة للجمهور لكى يتخذها قدوة، فالمسلسل يقدم تلك النماذج ويقدم ما آلت إليه الأمور بسبب تلك الأفعال المشينة.
فيما أوضحت خيرالله أن الدراما منذ قديم الأزل وهى تأخذ خيوطها من الأديان السماوية، لأن الأديان تروى لنا قصص السلف وتقدم حكايات القتل والخيانة وغيرهما وتقدم تلك القصص فى الدراما على حسب العصر الذى تقدم فيه، وطالبت الناقدة بتقديم تلك النماذج بدون خوف مع وضع علامة +18 لأن الرقابة أمر مرفوض.
ويرى الناقد رفيق الصبان أن الإيحاءات الجنسية التى تقدم فى دراما رمضان الحالى بعيدة عن أى ابتذال موضحا أن الكاتب الجيد يعالج تلك الأشياء بحرفية شديدة بعيدا عن الابتذال، وأن هناك عددا من المسلسلات الجيدة منها مسلسل العراف لعادل إمام وموجة حارة لإياد نصار وذات لنيللى كريم وآسيا لمنى زكى وفرح ليلى لليلى علوى لا تضم مشاهد مبتذلة.
عدد الردود 0
بواسطة:
ام مصرية
اخلاق الامة في الحضيض
عدد الردود 0
بواسطة:
amr
فن عفن