أجمع عدد من المثقفين على أن الاستقالات التى تقدم بها بعض وزراء حكومة الدكتور هشام قنديل وكذلك استقالة بعض المحافظين، دليل على عجز النظام الحالى وجماعة الإخوان المسلمين، حيث قالت الكاتبة الكبيرة سكينة فؤاد، إن من أهم أسباب استمرار أى نظام استبدادى أن يجد من يتعاونون معه ويعينوه على ما يفعل لكن يبدو أن الجميع اختار أن يقفز من السفينة.
وأضافت فؤاد أن المسئول الصامت يشارك بصمته المستبد فى استبداده وهذه الاستقالات تؤكد ان هذا المشهد العظيم الذى تشهده مصر حق تماما مؤكدة أنه يجب على الجميع أن يعى أن الصمت وعدم الاعتراض يحمله المسئولية ويجعله شريك فيها، مؤكدة أن مركب الحكم غرقت والهروب منها الآن مهم لكن الفعل عندما يأتى فى موعده يكون أفضل.
وأوضحت فؤاد، أن هذا لا ينفى أنه قد تكون هناك دوافع وطنية وراء هذه الاستقالات لكن كان لا ينبغى انتظار لحظات غرق المركب وعلى أية حال هو تأكيد على أن الإرادة الجماهيرية سبقت الجميع والاستقالات سببها الإحساس بأن النظام انتهى وسقطت شرعيته تماما بالأخطاء التى ارتكبها.
وعبرت فؤاد عن ثقتها فى أن إرادة هذا الشعب العظيم وحجم خبرته الهائلة سيجعله يستعيد التاريخ ويعلم الدنيا مرة أخرى وسيتجاوز كل الجرائم الآثمة التى ارتكبت لاجهاده وإجهاض ثورته وتقسيمه بادعاءات دينية باطلة.
كذلك أكد الكاتب الصحفى صلاح عيسى، أن الاستقالات بدأت بالوزراء التكنوقراط القريبين من الإخوان أو من حلفائهم وظاهرة الاستقالات من نظام مرسى متكررة وهذا يعكس عجز قدراتهم الادارية على التوافق مع أى أحد وأنهم لا يملكون أى خبرة خاصة وعندهم خلل فى التعامل مع المعارضين والأصدقاء على حد سواء وهذا دليل على افتقادهم للحصافة السياسية حتى مع حلفائهم فهم عاجزون ويعيشون فى عالم افتراضى من صنع أوهامهم ويبحثون عن اتباع وليس عن شركاء، والغريب ليس الذين يستقيلوا بل الذين يصرون على الغرق مع المركب الغارقة، فبعض هؤلاء الوزراء كان يتصور أنه يؤدى خدمة عامة وعندما اقتضى الموقف الاستقالة استقالوا.
وقال الشاعر شعبان يوسف، إن الاستقالات تعنى أنهم يقفزون من المركب وبعضهم كانت لديه نية الاستقالة من فترة، واعتبرها المسمار الأخير فى نعش الإخوان وهى دليل على الانقسامات التى بداخل الجماعة والصراعات بين قياداتها وبداية تصدع تنظيم الإخوان من الداخل وانهيار سلطتهم بشكل عام، وأتصور أن المستقيلين يعرفون أنهم لا يستطيعوا تحمل الحساب القادم وهم خائفين من المستقبل ومن الشعب المصرى الذى يكتب الان مشهد نهاية الإخوان.