اتهم علماء بمدينة طرابلس شمالى لبنان جيش بلادهم وقضاءه بأنهما "أصبحا تحت إمرة إيران، وأن المؤسسة العسكرية باتت متواطئة مع حزب الله من أجل قتل أهل السنة".
وإثر اجتماع عقده العلماء فى دار الإفتاء بطرابلس اليوم الثلاثاء، قال الشيخ سالم الرافعى رئيس هيئة علماء المسلمين فى لبنان ظهر اليوم الثلاثاء، "إن ما جرى فى عبرا بصيدا أمر خطير"، مشيراً إلى أن هناك من "جر شبابنا إلى معركة مع الجيش وهناك عناصر من الأخير يأخذون أوامرهم من إيران ويقومون بقتل شبابنا".
وطالب رئيس الهيئة الجيش اللبنانى بعدم الانجرار إلى معركة مع شباب السنة، حيث أضحى "متواطئاً مع حزب الله"، على حد قوله.
ومساء أمس، شهدت طرابلس مناوشات أدت لمقتل شخص وجرح 5 آخرين، على خلفية توقيف الجيش اللبنانى لأحد الشبان فى المدينة.
فيما شهدت مدينة صيدا اشتباكات عنيفة الأحد قبل الماضى واستمرت على مدى يومين بين أنصار الشيخ أحمد الأسير- الذى يعد من أبرز مناصرى الثورة السورية- والجيش اللبنانى على خلفية توقيف الجيش لأحد أنصار الأسير، وهو الشيخ عاصم العارفى، بعد أن عثر على سلاح فى سيارته.
وتدخل الشيخ الأسير طالبًا الإفراج عن العارفى، ولكن عناصر الجيش رفضت، فطلب الأسير من عناصره التدخل والإفراج عن العارفى بالقوة، وتبادل الجانبان إطلاق النار، وأسفرت الاشتباكات عن سقوط 18 قتيلاً و20 جريحًا من الجيش اللبنانى، فضلاً عن مقتل أكثر من 20 قتيلا من عناصر الأسير، وفرار الأخير.
وأضاف الرافعى، أن "أمرا إيرانيا صدر للقضاء للبنانى بإصدار مذكرات توقيف بحق شباب السنة"، مشدداً على أن لبنان "فى خطر اليوم وعلى الجميع تحمل المسئولية".
ورفض الرافعى أى شكل من أشكال العنف، داعياً وسائل الإعلام إلى "مطالبة الدولة اللبنانية بفتح أقبية وزارة الدفاع ورؤية ما يجرى فيها من قتل وتعذيب"، بحد تعبيره.
كما طالب رئيس هيئة العلماء وزير الدفاع فايز غصن ورئيس الجمهورية ميشال سليمان بكشف ما يجرى فى أقبية وزارة الدفاع، قائلاً "إن كان شركاؤنا المسيحيون يغضون الطرف عما يحصل بالسنة فغداً سيأتى الدور عليهم”. وختم حديثه بالقول: "نشعر أن الطائفة السنية مهمشة وهناك من يريد إذلال شبابها".
بدوره اعتبر الشيخ محمد إمام عضو الهيئة وإمام مسجد بلال بن رباح أن "طرابلس ضحية ويتم معاقبتها واستهدافها وتهميشها وعلى الجميع تحمل مسؤولياتهم"، مضيفاً أن "على الجميع أن يعيدوا إلى طرابلس سمعتها ودورها الذى عرفت به"، حسب تعبيره.
وتشهد طرابلس اشتباكات مستمرة منذ أكثر من شهر بين جبل محسن ذات الغالبية العلوية المؤيدة لنظام بشار الأسد، والتبانة والقبة ذات الغالبية السنية المعارضة له ما أوقع عشرات القتلى من الطرفين إضافة إلى عناصر من الجيش اللبنانى.
ومنذ مارس 2011 تطالب المعارضة السورية بإنهاء أكثر من 40 عاما من حكم عائلة الأسد، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول للسلطة.
إلا أن النظام السورى اعتمد الخيار العسكرى لوقف الاحتجاجات، مما دفع سوريا إلى معارك دموية بين القوات النظامية بمساندة إيران وحزب الله وقوات المعارضة، حصدت أرواح أزيد من 100 ألف شخص، فضلاً عن ملايين النازحين واللاجئين، ودمار واسع فى البنية التحتية، بحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان.
علماء طرابلس: الجيش والقضاء اللبنانيين أصبحا "تحت إمرة إيران"
الثلاثاء، 02 يوليو 2013 04:36 م