أغلقوا الفضائيات، علقوا المشانق للإعلاميين، واصلوا إرسال الإنذارات، هددوا الآمنين، وروعوهم، لم يعد كل ذلك يعنى شيئًا قضى الأمر، لن يخشى شريف وعمرو وخيرى ولميس ووائل ويسرى ومحمود سعد وعيسى وصلاح والحسينى والقرموطى ولبنى وغيرهم من كل إعلامى مصر من تهديداتكم، سيطلون علينا من خلال ترددات أخرى، ومناطق إعلامية أخرى فى الدول العربية، صموا آذانكم وأغلقوا عيونكم صوت الحق أقوى بكثير والشعب المصرى هو صاحب الكلمة الأولى والأخيرة فى كل ما يحدث، هو من سيقرر مصيره ويختار من يحكمه، هو من سيصرخ من ألم الجوع، هو من يطالب بالحرية، والإعلام ناقل لكل رغباته، ومعبر عنها.
كاميرات القنوات الفضائية تنقل ما يدور فى الشارع من صور رافضة لواقع سياسى واجتماعى مرير، وكل ما يفعله هؤلاء الإعلاميون وقنواتهم هو التعبير عن رغبة هذا الشعب فى ا+لتحرر والتخلص من حكم جماعة بعينها لا يدرك أى نفر من داخلها قيمة الوطن، هل يعتقد مرسى وجماعته وأتباعه أنه بتهديد القنوات الفضائية وتسويد شاشتها سيحكم مصر، هل سيهدأ بال بديع وخيرت وكل أعضاء مكتب الإرشاد، وسيجعلهم هذا يحكمون سيطرتهم على البلاد، ويعلنون دولة الخلافة، ويبدأون فى تنفيذ مخططهم بغض النظر عن معنى وقيمة الوطن وأهمية مصر والاستهانة بها وبشعبها.
ألم يفكر هؤلاء ا+لجالسون على مقاعد الحكم أنه بتهديد القنوات الفضائية وإنذارها بالغلق أن كل ذلك مخالف للدستور وتحديدا فى مادتيه 45 و48 اللتين ينصان على أنه لا يجوز إغلاق القنوات ومصادرة الصحف إلا بحكم قضائى؟ الدستور الذى وضعوه بأنفسهم واغتصبوا به الوطن اغتصابا فى جريمة مكتملة الأركان؟ وبعيدا عن الدستور والقانون واحترام مؤسسات الدولة، فهى كلمات لا يعرفها قاموس مكتب الإرشاد، وصانعو القرار، هل تساءلوا عن آلاف الأسر من المصريين والذين يعملون بهذه القنوات، ماذا سيحدث فى حالة إغلاقها؟ ألا يدرك من يقول إنه الرئيس وجاء بالصندوق ويطالبنا باحترام الشرعية أنه بمثل هذه القرارات يشرد شعبه ويزيد من أعداد العاطلين عن العمل.
ولكن يبدو أن من جاء بالصندوق لا يعنيه الشعب فى شىء، فالمهم والأهم بالنسبة له هو كرسى السلطة، لا يهم الوطن ولا أبنائه، وأمنهم السياسى والاجتماعى، ولا أمن الوطن القومى، ولا حقوق الإنسان ولا حق المواطنة ولا احترام الأقليات، والتهديد بإغلاق الفضائيات، وحصار الإعلام يؤكد بشكل واضح أننا أمام نظام يرتعد، يخشى صوت شعبه، فيطلق نفيره العام ويحشد مؤيديه من مغيبى العقول، والذين يصدقون أوهام سادتهم الذين يجلسون فى بروج عاجية، لن يصمت الشعب ولن يُهدد الإعلام وسنسمع ونرى كل ما يرغب الشعب فى قوله، وسنسمع تحيا مصر من كل الميادين، ومن كل شارع وحارة وقرية، ويطل علينا إعلاميو مصر من استوديوهاتهم بالقاهرة أو دبى أو بيروت، أو الأردن ستصرخ كل العواصم هنا القاهرة، وتحيا مصر وسيخبو نفيركم العام.. ارحلوا أنتم فشلة، ومصر هى الباقية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة