فى الذكرى الخامسة لرحيله..

"المسيرى" خرج من الإخوان لـ"يتمرد" على فاشية السلطة

الثلاثاء، 02 يوليو 2013 06:14 ص
"المسيرى" خرج من الإخوان لـ"يتمرد" على فاشية السلطة عبد الوهاب المسيرى
كتبت سارة عبد المحسن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كان فى بداية حياته أحد أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، وما لبث أن فارقها بسرعة فلم يجد فى فكرها ومنهجها فكر الثورة أو التمرد ولكن وجد منهج السمع والطاعة.. هو الدكتور عبد الوهاب المسيرى صاحب أكبر موسوعة فى التاريخ "اليهود واليهودية والصهيونية"، والذى تمر علينا غدًا ذكرى رحيله الخامسة.

كتب المسيرى عن النكتة وما لها من تأثير كبير فى المجتمعات فقال عنها: النكتة لها وظائف عديدة، بعضها سلبى وبعضها إيجابى، فمن الناحية السلبية يمكن أن تكون النكتة مجرد تنفيث عن غضب مكبوت بخصوص أوضاع اجتماعية وسياسية غير مرضية وغير عادلة، ولكن بدلاً من أن يحاول المرء أن يتمرد عليها ويغيرها فإنه يكتفى بإطلاق النكتة والضحك على الوضع القائم. ولكن النكتة لها أيضا جوانب إيجابية عديدة، فهى محاولة للمرء أن يفهم وضعا متناقضا ربما لا يمكنه تغييره، وهى طريقة للتصالح مع حقيقة أن الطبيعة البشرية تحوى داخلها "فجورها وتقواها"، وأنه لا مناص من قبول هذا التناقض، وهذا شكل بلا شك من أشكال النضج الإنسانى. والنكتة باعتبارها جزءًا من الثقافة الشفهية يمكن أن تكون قناة يعبر من خلالها الرأى الشعبى عن رأيه ورؤيته وغضبه بعيدًا عن رقابة سلطة الدولة المركزية، وبالتالى يمكن للنكات أن تكون مؤشرًا على تصاعد الوعى الشعبى ودعوة لقوى المعارضة وأعضاء المجتمع المدنى للتحرك، تساندهم قاعدة شعبية عريضة.

لم يكتف فقط بهذه الرسالة التى تؤكد حقيقة تاريخية، ولكن بعث لنا برسالة أخرى حول التاريخ المقدس الذى ذكر فى القرآن، وكيف وقع الباحثين فى خطأ كبير فى الخلط فى التاريخ الزمنى والتاريخ المقدس، لافتا فى مقالته "الإنسان والتاريخ" بتاريخ 1 نوفمبر 2007، قال فيها: إنه ظهر اتجاه فى بعض الأوساط الإسلامية نحو دمج التاريخ المقدس بالتاريخ الزمنى، فقد بدأ البعض يتصور أن تاريخ المسلمين، هو تاريخ إسلامى. مثل هذه الرؤية أصنفها على أنها رؤية حلولية ترى أن الله قد حل فى تاريخ المسلمين وتجسد فيه، فاكتسب هذا التاريخ قداسة تجعله غير خاضع للنقد والتساؤل، أى أنها رؤية غير تاريخية للتاريخ، تمزج المقدس بالزمنى بحيث يتوحدان فتسود الواحدية وتصفى كل الثنائيات ويصبح التاريخ كتلة واحدة مصمتة متجانسة. وإذا كانت الحلولية تؤدى إلى ذوبان الأجزاء فى الكل، فإن هذا التاريخ تتساوى فيه التفاصيل، وتظهر مقولة واحدة وهى أن المسلمين محل رعاية خاصة من الله. وهذه الرؤية لا تختلف كثيرا عن الرؤية اليهودية الحلولية للتاريخ التى أفرزت الصهيونية والعنصرية. وهذا أبعد ما يكون عن الصحة.. تاريخ المسلمين ليس تاريخا إسلاميا.. هذان أمران مختلفان، فالتاريخ الذى ورد فى القرآن يعطينا مجموعة من القيم نحكم بها على التاريخ الزمنى، والتاريخ الزمنى هو مجال الفوضى والمعارك والسقوط والانتصار.

كان من أكبر الداعين للخروج لميدان التحرير حتى قبل الثورة بثلاث سنوات ففى عصر يوم 14 مارس 2007 كان محاصرا بجحافل قوات الأمن مع نحو خمسين معارضا فى شارع «كريم الدولة» القريب من ميدان «طلعت حرب» والذى ينتهى إلى حائط سد. وكان قد وجه نداءً إلى المصريين بالخروج إلى ميدان التحرير كى يعبروا عن كل قيمة جميلة فى هذا البلد لا يمكن بيعها.

حيث كان المسيرى لفترة قصيرة فى بداية حياته منتميا إلى الإخوان المسلمين ثم انتمى إلى اليسار المصرى وتحديدًا للحزب الشيوعى، وفى 2004 انضم المسيرى لحزب الوسط الإسلامى ليصبح من أوائل المؤسسين وقبل وفاته شغل منصب المنسق العام لحركة كفاية، التى تأسست فى نهاية 2004 للمطالبة بإصلاح ديمقراطى فى مصر، ونظمت سلسلة تظاهرات احتجاجا على إعادة انتخاب الرئيس المصرى حسنى مبارك لولاية خامسة فى 2005، وقد تعرض للاعتقال من قبل السلطات المصرية أكثر من مرة، وفى يناير 2007 تولى منصب المنسق العام للحركة المصرية من أجل التغيير (كفاية) وهى الحركة المعارضة لحكم الرئيس محمد حسنى مبارك وتسعى لإسقاطه من الحكم بالطرق السلمية ومعارضة تولى ابنه جمال مبارك منصب رئيس الجمهورية من بعده.






مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

ماجد

لم يكن من الإخوان ولا يوم

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة