شكا أصحاب محلات بيع المواد الغذائية فى سوق الشورجة للجملة من ضعف إقبال المواطنين العراقيين وخصوصا فى العاصمة بغداد على شراء المواد الغذائية اللازمة لاستقبال شهر رمضان الكريم.
وأدى بعد المسافة والخوف من التفجيرات المتكررة وقلة الطاقة الكهربائية إلى تفضيل المواطنين "التبضع" من الأماكن القريبة من منازلهم بدلا من اللجوء لسوق "الشورجة" الذى يتميز بانخفاض أسعاره لكونه سوقا للجملة ويمول جميع مدن العراق بالمواد الغذائية والاستهلاكية.
وعند تجولها فى سوق "الشورجة" لاحظت مراسلة الأناضول ضعف إقبال المواطنين على شراء البضائع والمواد الغذائية المطلوبة خلال شهر رمضان المبارك حيث المشتريات بكميات وأعداد قليلة فى أكياس المتجولين فى السوق.
"أبو زينب" بائع للمواد الغذائية أكد لنا أن "الشورجة" يمر بحالة من الركود، وقال "هناك قدرة شرائية ضعيفة لدى السوق لأن البطالة مؤثرة كثيرا على المواطن العراقى الذى ليس له القدرة على النزول للسوق وشراء حاجياته منها ما عدا السلع الأساسية التى لا يمكن الاستغناء عنها فى الحياة اليومية وهى الخضراوات".
وأضاف "الوضع الاقتصادى فى البلاد مهم جدا ونحن فى سوق الشورجة نتأثر كثيرا بالوضع الاقتصادى والأمنى خاصة وأن السوق هو سوق جملة.. السوق بشكل عام فى حالة ركود وليس هناك سوى أيام قليلة على حلول شهر رمضان المبارك، ونحن أصحاب المحلات نشتكى جميعا من عدم الإقبال على الشراء لأن الحالة الأمنية غير مستقرة وأصبح الخوف هو الشغل الشاغل للمواطن الذى بات يفضل التسوق من الأماكن القريبة على منزله خوفا من الابتعاد عن منطقته".
إذن العامل المادى مهم جدا لأنه يحدد الوضع الاقتصادى الذى يعيشه المواطن الذى ليس لديه المال الكافى للشراء كما يقول "أبو زينب" والذى يضيف "نحن مقبلون على شهر رمضان حيث الحاجة إلى التنوع فى الطعام ويعقبه العيد حيث يحتاج الأطفال للملابس الجديدة والأكلات المألوفة وهذه الأمور غير موجودة حاليا".
أما خلدون فاظل أحد زبائن سوق الشورجة فشدد على أن الإقبال على شراء هذا العام ليس مثلما كان عليه فى الأعوام السابقة لأن الوضع الأمنى ليس بجيد وهناك انخفاضا بنسبة 50% فى القدرة الشرائية من قبل المواطنين مقارنة بالسنوات الماضية.
وقدم فاظل سببا آخرا لضعف الشراء قائلا "نحن كمواطنين لم نستطع أن نتسوق بالكمية التى نريدها بسبب عدم توفر الطاقة الكهربائية بالقدر الكافى حتى نستطيع حفظ هذه الأغذية من الفساد، لذا نكتفى بشراء القوت اليومى كى لا يفسد لليوم الثانى".
ويشير ضرغام نشأت (صاحب محل لبيع المواد الغذائية) إلى أن هناك غلاء بالأسعار فى المواد الغذائية، وقال "هناك إقبال على الشراء ولكنه ضعيف بسبب ارتفاع درجات الحرارة حيث أصبح المواطنون يتبضعون من الأماكن القريبة من منازلهم خاصة المواد البقولية والعصائر، أيضا فإن تدهور الوضع الأمنى أثر سلبا على القدرة الشرائية للمواطن".
وشهد العراق خلال الثلاثة أشهر الأخيرة تدهورا أمنيا ملحوظا وأصبحت التفجيرات تستهدف الأسواق المحلية والمقاهى الشعبية بمعدل 3 انفجارات فى اليوم الواحد مما أدى إلى عزوف المواطن العراقى عن الذهاب للأسواق والمقاهى الشعبية خوفا من الانفجارات التى أصبحت تحصد العشرات وتعوق أضعافهم فى اليوم الواحد.
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة