"نيويورك تايمز": جهود التوصل لاتفاق بين الجيش والإخوان لم تصل إلى شىء.. وسطاء: الجماعة لا تفهم أن مرسى لن يعود.. والتنازل الوحيد للجيش هو إطلاق سراح كبار القيادات وإعادة فتح القنوات الإسلامية

الجمعة، 19 يوليو 2013 11:30 ص
"نيويورك تايمز": جهود التوصل لاتفاق بين الجيش والإخوان لم تصل إلى شىء.. وسطاء: الجماعة لا تفهم أن مرسى لن يعود.. والتنازل الوحيد للجيش هو إطلاق سراح كبار القيادات وإعادة فتح القنوات الإسلامية عمرو دراج القيادى بحزب الحرية والعدالة
كتبت ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إنه بعد أكثر من أسبوعين على الإطاحة بالرئيس محمد مرسى فإن الجهود المكثفة للوصول إلى اتفاق بين الجيش والإسلاميين، من أنصار المعزول، لم تصل إلى شىء بما يعمق الأزمة السياسية فى مصر.

ونقلت الصحيفة عن وسطاء قولهم إن الجهود قد تعثرت بسبب رفض الجيش إطلاق سراح "مرسى" والعديد من مساعديه حتى الآن، فهم محتجزون بمعزل عن العالم الخارجى، ولم توجه إليهم اتهامات فى جرائم، لافتة إلى أنه فى ظل غياب "مرسى"، واصل أعضاء جماعته الإخوان المسلمين المطالبة بالتراجع عن "انقلاب" الجيش كشرط مسبق لأى تسوية.

وقال أحد الوسطاء: "إن الأمر قاتم"، مضيفا أن الإخوان حتى الآن لا يفهمون أن مرسى لن يعود إلى منصبه. وأضاف: "الجيش مستعد فقط للحديث عن المستقبل، وليس أمس أو أول أمس، فقد قلبوا صفحة مرسى".

وأشارت الصحيفة إلى أن هذا المأزق يأتى وسط مخاوف من الإسلاميين بأن السلطات تستعد لتفريق اعتصامهم عند رابعة العدوية، والذى استمر ثلاثة أسابيع، كما تزداد المخاوف من أن النيابة التى تحقق فى عدة تهم ضد مرسى يمكن أن تقرر رسميا توجيه اتهامات جنائية ضده، والتى من المؤكد أنها ستؤدى إلى موجة جديدة من الاضطرابات، وقالت هبة مورايف، مدير مكتب هيومان رايتس وواتش بالقاهرة، إن مثل هذه الاتهامات ستؤدى إلى انتهاء أى اتفاق سياسى محتمل، والقرار سيتم اتخاذه لإقصائهم من النظام السياسى، وأعربت عن اعتقادها أن هذا سيؤدى إلى احتجاجات ستتحول ربما للعنف، واعتقالات جماعية لأعضاء الإخوان المسلمين.

ورغم الشائعات المستمرة عن محادثات مباشرة، إلا أن قادة الإخوان نفوا بقوة أن يتفاوضوا وجها لوجه مع الجيش. وقد أدى عدم القدرة على الاتصال بمرسى إلى تعقيد الأمور بالنسبة لرفاقه فى الخارج.

وتتابع "نيويورك تايمز" قائلة: إنه فى الشهر الذى سبق الإطاحة به، حث بعض أعضاء الجماعة مرسى على التوصل إلى تسوية مع الجيش إلا أنه رفض، والآن يقول سياسيون ودبلوماسيون مصريون إنهم يمررون رسائل بين المعسكرين، ويحاولون تحذير قادة مصر الجدد من أن أى محاولة لقمع الإخوان ستؤدى إلى فشل.

ويقول الوسيط الذى رفض الكشف عن هويته بسبب استمرار محاولات الحوار: "لقد فعلنا ما لم يكن يتخيلونه: لقد علقناهم وعذبناهم وأبقيناهم فى السجون، فهل ماتوا؟ هل انقرضوا؟ هل اختفوا؟ لا"، ويضيف الوسط المقرب من كبار مسئولى الجيش إنه يعتقد أن التنازلات الوحيدة التى يستعد الضباط لتقديمها هى إطلاق سراح كبار القيادات، وإعادة فتح القنوات الإسلامية، واحتمال ألا يتم حظر الإخوان. وأشارت الصحيفة إلى أن المتحدث العسكرى لم يرد فورا على مكالمة للحصول على تعليق على موقف الجيش.

من ناحية أخرى، نقلت الصحيفة عن عمرو دراج، القيادى بحزب الحرية والعدالة، قوله إن هذا ليس تفاوضا، فهذا أشبه بتوجيه المسدس إلى رأسك، وفقا تعبيره.

وأعرب "دراج" وعدد من قيادات الإخوان عن إحساس متزايد بالعزلة وانعدام ثقة شديد للغاية فى الجيش ونواياه، وقالوا إن دبلوماسيين أعربوا لهم سرا عن تعاطفهم، بل حتى وصفوا ما حدث مع مرسى بأنه انقلاب، إلا أنهم ضغطوا مرارا على الإسلاميين من أجل المضى قدما. ويقول محمد على بشر، القيادى الإخوانى الذى التقى مع دبلوماسيين أوروبيين "إن السفير الإيطالى كان يتحدث معى فى ليلة سابقة، وقال لى إن الانتخابات السريعة هى الحل، ويمكن أن يكون الإخوان جزءا منها". ويتابع "بشر": "أقول لك إنه لن يكون هناك انتخابات مقبلة، هو لا يفهم هذا ولا أحد يفهم".

وقالت الصحيفة الأمريكية "ترجع عدم الثقة إلى الشعور بالخيانة من قبل وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسىى الذى أطاح بمرسى، وقال أحد قيادات الإخوان الذى رفض الكشف عن هويته "لقد قال السيسى لمرسى قبل يومين من (الانقلاب) رقبتى قبل رقبتك يا ريس". وأضاف: "بعث لنا برسائل مثل المهدئات وخدعنا".. والآن، يتابع المسئول حتى لو وعد بكل شىء وجها لوجه وأقسم لنا مباشرة وبشكل شخصى بأنه سيفعل كذا وكذا، فلن نصدقه".

ونقلت نيويورك تايمز عن أسامة، نجل الرئيس المعزول محمد مرسى، قوله إن العائلة لم تجر اتصالا بوالده على الإطلاق، لافتا إلى أن آخر مرة شاهدوه فيها كانت صباح يوم "الانقلاب الدموى" على حد وصفه. وقال: "أنا محاميه الشخصى، ولا أستطيع الوصول لأى نوع من الإجراءات القانونية، ولم يتم توجيه اتهامات إليه".. وأضاف "ليس هناك طريقة لنعرف بها مكانه، ولم يحاول أحد الاتصال بنا".

وفى النهاية، أشارت الصحيفة إلى وجود مؤشرات بأن عددا قليلا من قيادات الإخوان يخففون من حدة موقفهم دون التراجع عن المطلب الرئيسى بإعادة مرسى لمنصبه، حتى ولو للحظة واحدة قبل أن يتنحى، فقد قُتل الكثير من أعضاء الجماعة، كما يقول القادة، وقد علق أنصارهم معهم فى الشوارع. وقال "دراج": "سنخسر كل المصداقية أمام كثير من الناس. إنه لمأزق الآن".






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة