صحيفة: على أمريكا التعلم من حرب العراق فى تعاملها مع الصراع السورى

دعت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إلى ضرورة أن تتعلم الولايات المتحدة من تجربتها فى حرب العراق عام 2003 من خلال تبنى نهجا مختلفا بشأن كيفية التعاطى مع الصراع السورى.

وأكدت الصحيفة- فى مقال تحليلى أوردته على موقعها الإلكترونى اليوم "الجمعة"- على أهمية الاستفادة من هذا الأمر، نظرا لأن المصالح القومية الأمريكية على المحك وقد تنهار حال استمر النزاع السورى الذى يهدد بزعزعة الاستقرار الإقليمى ودول الجوار لاسيما إسرائيل وتركيا والأردن.

ورأت الصحيفة أنه ومن أجل عدم انهيار المصالح الأمريكية، ينبغى أن يتم اتخاذ كل الإجراءات بالتنسيق مع واشنطن وحلفائها وشركائها الدوليين، ولاسيما مع حلفائها فى المنطقة والدول الأخرى العربية والإسلامية، وأن يكون اتخاذ أى قرار بشأن توجيه ضربة إلى الجماعات الإرهابية التابعة للنظام السورى ناجم عن عقد مداولات بين تحالف "أصدقاء سوريا".

وذكرت الصحيفة أن بعض النواب الأمريكيين دعوا الإدارة الأمريكية وأعضاء آخرين فى مجموعة "لندن 11"- المتفرعة من مجموعة أصدقاء سوريا- للاجتماع فى القريب العاجل من أجل الاتفاق على استراتيجية شاملة لزيادة الضغط على الرئيس السورى بشار الأسد.

ودللت الصحيفة على اختلاف الوضع فى سوريا عن نظيره فى العراق، بأن الحرب الأمريكية التى شنتها ضد العراق 2003 اندلعت بدعم دولى ضئيل وتحالف عسكرى محدود لم يتضمن أى بلد عربى كان أو مسلم..مضيفة كما أن العراق لم يشهد صعود أى تيار ثورى شامل يحظى بدعم شعبى قوى ويحث واشنطن على تقديم يد العون فى العراق وقت الحرب.

وأضافت الصحيفة "وفى الوقت الذى شاركت فيه عشرات الآلاف من القوات الأمريكية فى الغزو البرى على العراق، يعارض المسئولون الأمريكيون القيام بمثل هذه الخطوة فى سوريا، ويؤيدون وضع خطط محددة كجزء من ائتلاف واسع لدعم جهود السوريين للتوصل إلى ما يمكن القيام به فقط وهو جلوس الأسد وداعميه إلى طاولة المفاوضات، حيث يمكن طرح خطة انتقالية لتجنب اندلاع حرب أهلية أخرى وتحقيق الاستقرار الإقليمى".

وأوضحت الصحيفة أنه برغم عدم وجود تشابه تاريخى كامل، إلا أن سوريا اليوم ليست كعراق 2003، ولكنها البلقان فى فترة التسعينيات، حيث تم تدخل محدود للولايات المتحدة من خلال اتفاق وثيق مع تحالف دولى، ساعدت فى تهيئة الظروف المناسبة للتوصل إلى تسوية عن طريق التفاوض والتى كبحت جماح عمليات التطهير العرقى وساعدت فى حماية مصالح الأمن القومى الأمريكية.

واختتمت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية -تحليلها- مؤكدة على أن الولايات المتحدة لديها من القدرة ما يمكنها من مساعدة الشعب السورى لوضع حد لإراقة الدماء والمذابح التى يعانون منها، وفى نفس الوقت القيام بذلك بطريقة تتفق مع القيم والمصالح الأمريكية.