شريف عشرى يكتب: ثورة 30 يونيه الأمل الجديد

جاءت ثورة 30 يونيو لكى تبعث فينا جميعا الأمل من جديد ولكى تشكل الطور الثانى المكمل لثورة 25 يناير والتى لم تكتمل بعد ... جاءت ثورة 30يونيو كثورة مكتملة الأركان وكثورة شعبية مدعومة ومؤمنة من أجهزة الدولة وعلى رأسها القوات المسلحة والشرطة والقضاء والمثقفين..

لن يخفى على المراقبين ولا حتى على الرجل العادى فى الشارع المصرى من أن الاقتصاد يعانى الآن بسلسلة من المشاكل المعقدة علاوة على أن هناك ثمة مؤشرات سلبية خطيرة قادتنا جميعا إلى وضع متأزم ومأساوى لا يمكن التغاضى أو غض الطرف عنه ..لكن ما ينبغى قوله، هو أن تلك المشاكل متأصلة وتمتد جذورها إلى أمد بعيد لكنها تفاقمت وازدادت حدتها بصفة خاصة فى فترة الرئيس المعزول محمد مرسى والذى افتقد نظامه للرؤية السليمة فى وضع حلول لتلك المشاكل أو على الأقل فى التخفيف من حدة وطأتها ! فالذى حدث بعد ثورة 25 يناير 2011م أنه قد تم استبدال نظام فاسد وفاشل بنظام آخر أكثر فسادا وأشد فشلا .. فالعقلية التى تدير الاقتصاد مازالت هى هى لم تتغير ...والتزاوج بين رأس المال والسلطة مازال يرتع فى شتى ربوع مؤسسات الدولة ولا سيما الاقتصاد ..لم تأت ثورة 25 يناير والتى كان فى مقدمة شعاراتها العيش والحرية والعدالة الاحتماعية والكرامة الإنسانية لكى تنتج لنا نظاما يستبدل أحمد عز بخيرت الشاطر أو يستبدل نظيف بقنديل أو يستبدل الديكتاتور مبارك بفرعون آخر يدعى محمد مرسى ...ولذلك لا نستطيع بأى حال من الأحوال أن ننعت ما حدث فى 25 يناير بأنها ثورة مكتملة الأركان إذا ما أردنا أن نتسم بالدقة فى التعبير والسبب الجوهرى أنها لم تحدث تغييرا جذريا فى فلسفة ونظام الحكم أو فى المجتمع ككل ..كما أنها لم تحدث تغييرا جذريا فى سبل إدارة النظام الاقتصادى ..وكأن شيئا لم يحدث وكأن ثورة لم تتم..بل تأزمت الأوضاع الاقتصادية وخلفت صورة غير محتملة تحمل بين طياتها ارتفاع فى معدلات التضخم بلغت (حوالى 9% ويتوقع صندوق النقد الدولى أن يصل إلى 10.9% فى أواخر عام2013م ) وارتفاع فى معدلات البطالة بلغت (حوالى 13.2% وفقا لتقديرات الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء علما بأن البطالة بلغت ال30% بين الشباب ) وارتفاع فى حجم الدين العام الداخلى الذى فاق التريليون جنيه مصرى (حوالى 1.331 مليار جنيه) والخارجى بلغ ( 34.7 مليار دولار ) ...ناهيك عن تآكل احتياطى الدولة من النقد الاجنبى والذى بلغ 14.9 مليار دولار وفقا لتقديرات البنك المركزى فى يوليو 2013 وذلك بعد أن كان 34.7 وفقا لتقديرات 2010م وتدهور سعر الصرف مقابل الدولار ..وتفاقم العجز فى الميزان التجارى بصفة خاصة وفى ميزان المدفوعات بصفة عامة ...ناهيك عن ارتفاع فى نسبة الفقر التى طالت قطاعات كبيرة من الشعب المصرى ...كل تلك الأوضاع استلزمت قيام ثورة 30 يونيو التى جاءت كرد فعل للأداء السىء وغير المسئول الذى مارسته إدارة مرسى ...ثورة جاءت لكى تخلع عنها عباءة الدين التى طالما تمسح بها النظام الإخوانى السابق لكى تفرض على الناس حقيقة أنه ليس بالمسكنات ينبغى أن تحيا الشعوب .. جاءت تلك الثورة لكى تفرمل وتوقف مسيرة الاقتصاد نحو ثورة الجياع والتى كان النظام الإخوانى السابق يدفعنا صوبها بكل قوة .