"ذهبت إلى سوريا للمشاركة فى حماية المراقد الدينية المقدسة، فوجدت نفسى أشارك فى الحرب الداخلية هناك رغما عنى.. لقد تعرّضت لعملية خداع"، بهذه الكلمات لخّص الشاب العراقى الشيعى "ح.م.38 عاما" رحلته إلى الأراضى السورية، التى عاد منها مصابا فى قدمه بشظية لقذيفة هاون.
وقال (ح.م)، الذى دفعه الخوف إلى طلب عدم نشر اسمه، "التحقت بصفوف لواء أبو الفضل العباس، الذى يجند الشباب العراقيين للذهاب إلى سوريا تحت ذريعة حماية المراقد الدينية المقدسة، وبينها مرقد السيدة زينب فى ريف دمشق"، وتأسس لواء "أبو الفضل العباس" عام 2012 كقوة عسكرية شيعية مهمتها الرئيسية المعلنة هى حماية مرقد السيدة زينب.
وأضاف الشاب العراقى، الذى يقطن مدينة العمارة (جنوب شرق)، أنه بعد التحاقه بصفوف لواء "أبو الفضل العباس" فى شهر مارس الماضى، منحه القائمون على اللواء مبلغ ألف دولار أمريكى قبيل توجهه إلى إيران عن طريق البر.
وأمضى قائلا: "التقيت هناك مع عدد من الشخصيات التى تمثل قيادات لواء أبو الفضل العباس، بينهم الشيخ (ك. الساعدي)، وهو عراقى الجنسية.. أقمت فى مدينة قم (جنوبى إيران) لمدة أسبوع قبل أن أسافر إلى سوريا جوا".
وتابع : "بعد وصولى إلى العاصمة السورية دمشق التقيت أحد رجال "أبو الفضل العباس"، وهو عراقى الجنسية وبرفقته أحد قيادات حزب الله اللبنانى (الشيعي)، وهو رجل يكنى "أبو فرقد"، وخلال ثلاثة أيام انتقلت إلى أحد مقرات اللواء قرب مرقد السيدة زينب فى سوريا، والتقيت هناك بالعديد من المقاتلين العراقيين، وتم تسليمى معدات القتال، بينها بندقية قناص روسية الصنع".
وأشار الشاب العراقى، الذى يتجنب إعطاء المزيد من أسرار عملية نقل الشباب العراقيين إلى سوريا، إلى أنه شارك فى معارك خفيفة فى محيط مرقد السيدة زينب بريف دمشق، مضيفا "بعد أقل من أسبوع من وصولى إلى سوريا فوجئت بإبلاغى وأربعة من رفاقى بالانتقال إلى منطقة معارك جديدة تدعى القصير (غربى سوريا)، وأنه يجب علينا الذهاب للدفاع عن الشيعة المحاصرين هناك".
ويوضح (ح . م): "كنت أظن أن مهمة لواء أبو الفضل العباس تنحصر فى الدفاع عن المقدسات وإنهم غير معنيين بالاقتتال الداخلى فى سوريا، لكننى صدمت بهذا القرار خاصة بعد أن تبين لى أن القصير لا يوجد فيها أى مرقد من المراقد المقدسة، وأننا مجبرون على تنفيذ الأوامر"، ويضيف "دخلنا إلى القصير بشكل جدا صعب حيث كانت تدور معارك شرسة للغاية".
وشهدت مدينة القصير معارك شرسة بين قوات النظام السورى المدعومة بعناصر من حزب الله، وقوات الجيش السورى الحر التابعة للمعارضة، انتهت بسيطرة قوات النظام السورى على المدينة مطلع يونيو الماضى.
ويروى الشاب العراقى كيفية إصابته فى إحدى المعارك بالقصير قائلا: "فى إحدى الليالى كنا نحاول الاستراحة بعد معارك طوال النهار، عندما انهالت علينا قذائف الهاون وأدت إلى استشهاد عدد من مقاتلى لواء "أبو الفضل العباس"، وإصابة آخرين كنت منهم".
وأضاف (ح.م): "أصبت بشظية قذيفة هاون فى قدمى بينما كنت أتنقل من موقعى إلى موقع آخر وفقدت الوعى، ولم أشعر بنفسى إلا داخل مستشفى ميدانى تابع لحزب الله".
وأوضح: "بقيت فى المستشفى يوما واحدا نقلت بعده برفقه عدد من المصابين، والذين كانت إصاباتهم خطيرة إلى منطقة قريبة من القصير كان فيها مستشفى ميدانى، وتم معالجتنا فيها على أتم وجه، ومنحونى إجازة مرضية عدت خلالها إلى منزلى عبر إيران".
وأبدى حزنه من أن إصابته منعته من القتال إلى جانب أفراد لواء أبو الفضل عباس لحماية مرقد السيدة زينب، قائلا لمراسلة الأناضول: "ذهبت إلى سوريا لهذا الهدف وليس للمشاركة فى الحرب الداخلية".
ومنذ مارس 2011، تطالب المعارضة السورية بإنهاء أكثر من 40 عامًا من حكم عائلة بشار الأسد، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول للسلطة، إلا أن النظام السورى اعتمد الخيار العسكرى لوقف الاحتجاجات؛ مما دفع سوريا إلى معارك دموية بين القوات النظامية، التى تدعمها إيران وحزب الله اللبنانى، وبين قوات المعارضة؛ حصدت أرواح أزيد من 100 ألف شخص، فضلا عن ملايين النازحين واللاجئين، ودمار واسع فى البنية التحتية، بحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان.
شاب عراقى: خدعونى بحجة حماية "المراقد المقدسة" للمشاركة فى معارك سوريا
الجمعة، 19 يوليو 2013 09:24 ص