الإنسان لا يموت دفعة واحدة، وإنما يموت جزءا جزءا، وكلما رحل صديق مات جزء وكلما غادرنا حبيب مات جزء وكلما قتل حلم من أحلامنا مات جزء فيأتى الموت الأكبر ليجد الأجزاء ميتة فيحملها ويرحل.
تريدون موتا اكلينيكيا لمصر السياسية أفيقوا يا سادة فالوقت يقدح زناد أفكارنا للانتحار الذاتى، ويتوارى وهج مصر الثورة.
وهذا يوضح صورة مصر الأن فالكل فى تناحر حتى لحظة الانقضاض على حكم زائل، ومصر تتقطع أوصالها، وأجواء شبه كروية، والفريقان خاسران، وموت مصر اكلينكيا أصبح قريبا ووشيكا مع اندفاع القوى واستخدام حشود للصراع وليس لهم هم إلا حصر عدد المتظاهرين والشارع الثورى، وأطراف إقليمية تتحين الفرصة للانقضاض علينا من الخلف.
وتتكلم الدول للتدخل فى الشأن العام وتحكيم رأى دولى ليتمكنوا من تقويض مصر استراتجيا، وتنحية مصر من خانة الدول القوية إلى خانة الدول الخاضعة لرأى الدول.
وضعنا فى تلك الظروف استثنائية تحتاج إلى معالجات وآليات لكى ننقذ مصر فلا ننزع إلى القبلية ونرجع إلى عصور الجاهلية، وتجنبوا دعوى الجاهلية والتحزب فمصر تنزف من دمائها والتحول ينذر بعواقب وخيمة قد تصل بتدخل دولى لانقاذ مصالح دول بعينها، ودول تتمنى التدخل للعب دور، وتغيير دفة الصراع الإقليمى داخل المنطقة.
اتحدوا وابتعدوا عن القبائل والعشائر فلا نافع لكم غير الاتحاد والالتزام بآليات ديموقراطية جديدة، وإنشاء دستور يليق بمصر.
ارسموا دستورا يليق بمصر قوية نعلى بها قيم الديمقراطية، ولا إقصاء لفصيل، وتحابوا تحت علم واحد وشعار واحد..... نرفض موت مصر على سرير التعصب، والانهزامية والتجرد من الوطنية انزعوا من صدوركم الأحقاد واعلوا كلمة الحق والثورة ضد القبلية.
أبدعوى الجاهلية تدعون وتتركون فقراء مصر بين رحاكم يعتصرون خيبة الأمل فى حياة ينعمون بها فى أحضان مصر.. لا تحرموا مصر من قبلة النجاة.. أفيقوا عباد الله فالدمع قارب الانتهاء.