"تايم": طول احتجاز مرسى قد يدفع الأوساط الدولية لاعتباره "سجين رأى"

رصدت مجلة "تايم" الأمريكية الجدل الدائر حول المكان الموجود فيه الرئيس المعزول محمد مرسى، وقالت إن مرسى يدخل أسبوعه الثالث من الاحتجاز، وأصبح وضعه قضية غير مريحة بشكل متزايد للحكومة الانتقالية المدعومة من الجيش ومحاولاتها للانتقال على عهد ما بعد مرسى.


وترى الصحيفة أن هناك دلائل تشير إلى أن تلك المسألة تكتسب زخما، ففى 17 يوليو، قال السفير الألمانى فى مصر للصحفيين عن الإفراج عن مرسى من أجل إعادة عملية التحول الديمقراطى فى البلاد، وطالب بضرورة أن يصدر القضاء سريعا، فيما قالت كاثرين أشتون، مفوضة الأوروبية للشئون السياسية والخارجية والأمن إنها تعتقد أنه ينبغى الإفراج عن مرسى، وتمت طمأنتها أنه بخير.

وقالت الصحيفة إنه مع مرور الوقت الذى يمضيه مرسى قيد الاحتجاز، كلما زاد احتمال أن يصبح الرجل الذى كان أول رئيس منتخب ديمقراطيا فى مصر أن يعتبر فى الأوساط الدولية سجين سياسى أو حتى سجين رأى، هو شىء يجب أن تكون الحكومة الانتقالية الوليدة فى مصر حريصة للغاية إلى تجنبه.

ونقلت "تايم" عن شريف بسيونى، أستاذ القانون من أصل مصرى فى جامعة ديبول والمحقق السابق التابع للأمم المتحدة فى صربيا وأفغانستان، قوله "أنه لا يوجد شك فى أن مرسى الآن سجين رأى".

وأشارت الصحيفة إلى أنه لم توجه حتى الآن اتهامات رسمية لمرسى رغم إعلان النيابة العامة عن تحقيقات معه على جرائم تتضمن التحريض على العنف والتواطؤ فى قتل المتظاهرين وإلحاق أضرار بالاقتصاد وحتى التجسس.

ويرى بسيونى أن التصريحات التى أدلى بها مرسى فى خطاباته لا ترقى إلى كونها تحريض على العنف، لكنه يقول إنه يتفهم منطق الحكومة، فهى تحاول وربط مرسى بإعلانات وأفعال قادة الإخوان الآخرين. وعندما نأخذهم فى الاعتبار بشكل جماعى، فإن مرسى يمكن أن يعتبر تهديدا للنظام والسلامة العامة.


لكن المجلة الأمريكية تقول إنه بعيدا عن أنصار مرسى، فإن قليلين داخل مصر يعتبرون مرسى سجين رأى. وفى البيئة الوطنية الحالية التى تشهد استقطابا، أى شخص يعبر الانزعاج من معاملة مرسى أو الحملة الأمنية المستمرة على قادة الإخوان سيوصف على الأرجح بأنه متعاطف مع الإخوان.

ومع ذلك، طرحت بعض الشخصيات السياسية فكرة أنه ربما يتم إطلاق سراح الرئيس المعزول من أجل نزع فتيل الجدل الذى يحيط باحتجازه. فقال محمد أبو الغار، رئيس الحزب الديمقراطى الاحتماعى لقناة العربية الأسبوع الماضى إن مرسى يجب أن يعود لمنزله ما لم يكن مطلوبا للعدالة.

لكن عندما اتصلت به تايم، عرض منظورا مختلفا أكثر تشوشا: فقال: لا أعتقد أن احتجازه كورقة مساومة فكرة جيدة، إلا أنه فى نفس الوقت يؤيد فكرة احتجاز مرسى لحين يقبل الإخوان المسلمين الحقائق السياسية الجديدة وتتخلى الجماعة عن حملتها لإعادته لمنصبه.

وتابع قائلا إنه إذا كان هناك اتفاق شامل بين الإخوان والحكومة الجديدة حول وضع الجماعة، فإن هذا سيشمل بالتأكيد الإفراج عن مرسى.

ويأمل أبو الغاز أن تحل هذه المشكلة سريعا وبهدوء، وقال: "لا أعتقد أنها ستسمر لفترة أطول، بمجرد أن تهدأ الأمور، سيعود مرسى لبيته".