الجارديان تصف منطقة الشرق الأوسط بـ"جدار الصعوبات"

وصفت صحيفة "الجارديان" البريطانية منطقة الشرق الأوسط بأنها جدار من الصعوبات، نظرا لكثرة المشاكل والأزمات التى تندلع بداخلها.

ولفتت الصحيفة -فى مقال افتتاحى أوردته على موقعها الإلكترونى اليوم الجمعة- إلى أنه من بين هذه الصعوبات، محاولات وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى إحياء عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، والتطورات الأخيرة التى تشهدها مصر، فضلا عن تفاقم الحرب الأهلية فى سوريا وعدم فعالية الجهود الدولية لوضع حل لها.

ورأت الصحيفة أن الكثيرين ينظرون إلى الحلول العسكرية فى منطقة الشرق الأوسط سواء بتسليح الثوار فى سوريا أو ردع الإيرانيين باعتبارها ضرب من ضروب الجنون.وأشارت إلى أن هناك تغييرا جذريا فى العلاقة بين دول الشرق الأوسط والدول الغربية، وهذا التغيير إما هو مرحب به أو غير مرحب به، موضحة أن التغيير مرحب به من جانب لأنه يعتبر بداية النهاية لرواسب الاستعمار الذى يرسم مواقف الدول الغربية من المنطقة، فالحكومات والشعوب فى المنطقة يتخذوا قراراتهم بأنفسهم سواء كانت سيئة أم جيدة ومن دون أى ولاء للدول الخارجية، بما فى ذلك الولايات المتحدة، أو حتى الحفاظ على رغبتهم.

فيما اعتبرت الصحيفة أن التغيير غير مرحب به من جانب آخر لأن نتائج هذه الصراعات والأزمات تتطلب مساعدة من الدول الخارجية مع أن عدد هذه الدول التى تتطلب هذه المساعدة قليلة نسبيا، بالنظر إلى أخطاء الدول الخارجية المتكررة.

واعتبرت الصحيفة أنه من الممكن أن تكون سوريا اليوم فى موقع مختلف فى حال لم تعلن الولايات المتحدة عن مواقفها الداعية للإطاحة بالنظام السورى، وهو القرار الذى قوض كل الجهود الممكنة للتوسط، والذى ربما تسبب فى موقف روسيا الحالى.

وأردفت تقول "وبالمثل، فى حال استخدمت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى نفوذهما بطريقة أكثر حكمة مع إسرائيل كان من الممكن أن يكون حل الدولتين لذلك الصراع القديم فى مراحله الأخير".

وقالت الصحيفة البريطانية على إن "ما نحتاج إليه وما تحتاجه شعوب دول المنطقة، هو ثغرة واحدة فى جدار الصعوبات هذا، الذى إذا تم اختراقه، يحتمل أن تكون له آثار مفيدة، مشيرة إلى إمكانية حدوث ذلك فى مصر بعودة الإخوان المسلمين إلى الحياة السياسية، واستئناف المفاوضات الإسرائيلية- الفلسطينية المتعثرة، كما يمكن أن يحدث فى إيران، إلا أنه من غير المحتمل رؤيته فى سوريا".