محمد حمدى الجمل يكتب" الطريق المسدود

الخميس، 18 يوليو 2013 01:10 م
محمد حمدى الجمل يكتب" الطريق المسدود صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لقد أصبحنا نسير فى طريق مسدود وكل فريق يرى أنه على صواب والفريق الآخر على خطأ فكيف نريد المصالحة، ونحن لا نريد التنازل عن أى شىء ونرى أن تنفيذ كل مطالبنا هو الصحيح، والطرف الآخر ليس له الحق فى المطالبة بأى شىء وعليه أن يعتزل الحياة السياسية بل محاسبته وعقابه حتى لو بدون دليل.

لقد ثار الشعب على نظام مبارك وأخذ يصفهم بأنهم سرقوا مال الشعب وقتلوا المتظاهرين ودبروا موقعة الجمل، حتى تم إسقاطه وتم إدارة شئون البلاد بواسطة المجلس العسكرى وصفق الشعب للمجلس العسكرى، ولم تدم هذه الفترة حتى بدء الشعب فى الهجوم على قيادات المجلس العسكرى واتهامهم بقتل المتظاهرين والمطالبة بمحاسبتهم، ثم جاء نظام الإخوان وصفق لهم الشعب فى البداية، وذلك عند إصدار قرار بتقاعد المشير طنطاوى والفريق سامى عنان، ثم بدأ الهجوم على نظام الإخوان والمطالبة بإسقاطهم واتهامهم ببيع البلد تهريب موارد الدولة إلى قطاع غزة وكذلك قتل المتظاهرين، حتى تم إسقاط نظام الإخوان وللأسف فى كل مرة أعطى الشعب لنفسه الحق فى اتهام كل هذه الأنظمة بدون أى دليل، ونجد الأعلام والناس فى الشوارع والبيوت وعلى مواقع التواصل الأجتماعى يتبادلون الاتهام وكل يصدق ما يريد أن يصدقه ولا يريد البحث عن الحقيقة، ونسوا أو تناسوا قول الله تعالى "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ" (سورة الحجرات الآية 6) والحديث الشريف عن أبى هريرة - رضى الله تعالى عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع) أخرجه مسلم.

هذا ليس دفاعاً عن أى نظام من تلك الأنظمة فلكل نظام أخطاؤه وربما يكون بعض أو كل هذه الاتهامات صحيح ولكن أين الدليل.

والخلاصة أننا نسير من سيئ إلى أسوء، حيث إننا عند سقوط أى نظام من الأنظمة السابقة يكون كل ما يهمنا هو الانتقام من كل من ينتمى لذلك النظام وبالتالى نخلق أعداء جدد يدفعوا بنا إلى حروب داخلية وخسائر على المستوى الاقتصادى، لذلك يجب علينا أن يقف كل واحد منا وقفة مع نفسه ومحاسبتها على ما فعله سواء بقصد أو دون قصد وعدم الحكم إلا بالأدلة والبراهين، كما يجب علينا أن نعمل بكل جد لأن الطريق إلى المستقبل صعب ويحتاج إلى جهد كبير من الجميع، ويجب أن يحدث تغيير كبير فى طريقة تفكيرنا ومعالجتنا للأمور وطرح حلول جديدة حتى نتقدم إلى الأمام ولا نجد أنفسنا أمام الطريق المسدود ولنتذكر قول الله تعالى "إن اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ" (سورة الرعد 11 )





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة