يرى محللون أن اعتراض سفينة كورية شمالية، تنقل أسلحة كوبية فى قناة بنما يكشف حجم عمليات المقايضة الواسعة التى تجريها بيونغ يانغ منذ عقود مع دول عدم الانحياز، من أجل الالتفاف على العقوبات الدولية التى تخنقها، وتؤكد بيونغ يانغ أن الأسلحة المصادرة وغير المعلنة "قديمة" وكان سيتم إعادتها إلى كوبا بعد تحديثها فى إطار "عقد قانونى".
ويقول الخبراء، إن هذه القضية تكشف نظام المقايضة الذى لجأت إليه كوريا الشمالية للالتفاف على عقوبات تزداد صرامة فرضتها الأمم المتحدة، لمنع النظام الشيوعى من تطوير أسلحته البالستية والنووية، وتسمح المقايضة السرية لكوريا الشمالية بعدم ترك أى أثر رسمى وبتوفير احتياطاتها القليلة من القطع الأجنبى، وقال هيو غريفيث الخبير فى قضايا التهريب فى المعهد الدولى لأبحاث السلام فى ستوكهولم، أن هذه العمليات التى "لا يعرف حجمها" تقضى بأن تقوم كوريا الشمالية بإصلاح معدات عسكرية صينية وسوفياتية قديمة مقابل مبالغ من المال السائل أو مواد غذائية،وقد عثر فى السفينة التى تم اعتراضها فى بنما على 220 طنا من السكر مع الأسلحة.
وأوضح هذا الخبير أن "الجزء الأكبر يفلت من الرادارات. الاهتمام يتركز خصوصا على قدرات كوريا الشمالية فى مجال الصواريخ البالستية والنووية، لكن الجزء الأكبر من تجارتها الخارجية يتعلق فعليا بالأسلحة التقليدية مع مجموعة صغيرة من الدول"،وذكر من هذه الدول بلدانا فقيرة ومعزولة سياسيا مثل بورما واريتريا واليمن، وقال الباحث نفسه "فى هذا السياق يحتاجون إلى التجارة ولدى كوريا الشمالية خبراء يستطيعون التعامل مع المعدات".
وأصبحت كوريا الشمالية تتقن تقنيات الإخفاء. وهى تنقل فى معظم الأحيان معداتها على متن سفن تملكها شركات بحرية نافذة فى الأسواق، بدون علمها، وصرح الخبير "أنه أمر خفى تماما يصعب كشفه. العولمة ووضع كل شىء فى حاويات سهل التجارة كما سهل أيضا عمليات التهريب"، ورأى شانغ يوغ سيوك من معهد السلام والتوحيد فى جامعة سيول أن عملية المصادرة فى بنما "ليست سوى الجزء الظاهر من جبل الجليد"، ويتزامن اعتراض الشحنة مع تعزيز عقوبات ومراقبة الولايات المتحدة وحلفائها، لكن غريفيث أشار إلى أنه "فى حالة كوبا، تشارك كوريا الشمالية فى هذا النوع من المبادلات منذ الستينات عندما أقامت كوريا الشمالية علاقات مع دول عدم الانحياز".
واتهم تقرير للأمم المتحدة فى يونيو كوريا الشمالية بمواصلة عمليات استيراد وتصدير قطع مرتبطة بصواريخها على الرغم من العقوبات، وفى مايو 2012، تمت مصادرة قطع صواريخ من سفينة ترفع العلم الصينى مرسلة إلى سوريا، فى مرفأ بوسان فى كوريا الجنوبية.
وكانت الشحنة تحوى أسطوانات من الغرافيت دونت على إنها أنابيب من الرصاص. وتشتبه الأمم المتحدة بأن شركة كورية شمالية تقف وراء هذه الشحنة، وجرت عمليات مصادرة مماثلة فى السنوات الأخيرة لمعدات مرسلة إلى إيران أو الكونغو، وقال هام هيونغ بيل من المعهد الكورى للدراسات الدفاعية أن الرواية الكوبية التى تفيد أن الأسلحة سيتم إصلاحها فى كوريا الشمالية "معقولة"، وأضاف أن "منشقا كوريا شماليا حسن الإطلاع وصل مؤخرا إلى الجنوب، قال إن الشمال أرسل حوالى مئة عسكرى إلى كوبا لنقل تكنولوجيا والمشاركة فى تدريبات مشتركة فى إطار التعاون العسكرى بين البلدين".
كوريا الشمالية لجأت إلى المقايضة للالتفاف على العقوبات
الخميس، 18 يوليو 2013 11:52 ص