كل من يرى الست "أم أحمد"، وهى فى مطبخها، يعتقد أنها تقود اوركسترا سيمفونى، تحرك يدها على أنغام الموسيقى، وهى تعد أشهى الوصفات التقليدية للمرأة المصرية، كعادتها تستمع إلى الراديو كجيل كامل اعتاد عليه، أما أولادها فيستغربون أنها لا تشاهد معهم التلفاز فى رمضان، فكانت تجيبهم دوما: "أغانى.. أخبار ومسلسلات.. فيه أحلى من كده؟!".
وببساطة تستأنف عملها فى المطبخ، ولكن أكثر سرعة اليوم، فزوجها سيأتى من العريش اليوم لإفطار عائلى، لم تفضل هى أن تترك القاهرة، وتعيش هناك مكان عمله فدخله لا يسمح.
وهنا تسمع عبد المطلب فى أغنية شهيرة "حبيتك وبحبك وهحبك على طول"، فتبتسم راضية ويزيد الصوت علوًا، فزوجها يعشق الأغنية، وعندما تسمعها تشعر أنه سيسمعها أيضا حتى لو كان فى العريش!
وفجأة تنقطع الأغنية للأخبار، لتعلن عن تفجير أتوبيس عمال من أربعين عاملا، تصرخ هى ولا ينقطع صراخها فيدخل أهل الحى شقتها، لا أحد يعلم السبب، هل مات زوجها أم مات زوج آخر فى أسرة أخرى؟ هل مات لأنه كان يؤدى عمله أم فى حرب ما لم تسمع عنها؟ أسئلة كثيرة.. وبعد انتهاء الأخبار يستكمل الراديو أغنية عبد المطلب كالمعتاد، ولكن من يسمعها؟؟
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة