ناشد الأزهر الشريف أبناء مصر جميعًا، وبخاصَّة القوى والتيارات السياسية، أن يقدروا للمرحلة الراهنة حقَّ قدرها، وأن يعلوا مصلحة الوطن فوق كلِّ المصالح، وأن يصنعوا المستحيل من أجل وحدة هذا الشعب العريق، وأن يُسرِعوا بتطبيق مبادئ "المصالحة والتسامح والمشاركة والعمل والإنتاج"؛ حتى تستعيد مصر وجهَها الحضارى الخالد على وجه الزمان.
وقال البيان الذى أصدره الأزهر الشريف اليوم بمناسبة العاشر من رمضان: "تهلُّ علينا فى هذا الشَّهر الكريم ذكرياتُ العاشر من رمضان، ومصر العزيزة تستصرخُ أبناءها أن يكونوا على مستوى المسؤولية الجادَّة فى هذه المرحلة، وتُناشدهم أن يكونوا برَرَةً أوفياء، وألا يُشمِتوا بها الأعداء".
وتابع البيان: "على المصريين أن يستحضروا فى مَسِيرتهم ذِكريات العاشر من رمضان، وأن يعلموا أنَّ هذا العبور الذى أذهل الدنيا فى هذا اليوم لم يكن ليتحقَّق لولا اعتمادُ المصريين على الله تعالى، واجتماعهم على قلب رجل واحد، وكفاحهم جميعًا تحت علم مصر رافعين شعار "الله أكبر"؛ حتى أنزل الله عليهم السكينة وأيَّدهم بجنوده، فدكوا حُصون العدو، ونصَرَهم على عدوهم، وتحقَّق فيهم قول الله تعالى: {إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} [محمد: 7]".
وأضاف البيان: "أن اليوم أيُّها المصريون، نذكُر بالوفاء والدُّعاء والترحُّم شهداءنا الأبرار الذين ضحوا بدمائهم من أجل نُصرة الوطن والحق والواجب واستعادة الأرض السليبة، كما نذكُر بالتقدير الكبير والاحترام العميق قوَّاتنا المسلحة ورجالها البواسل الأبطال، وبخاصَّة هؤلاء المرابطين على الحدود المصرية فى سيناء والواقفين فى كلِّ مكان يُدافعون عن مصر وأمنها وأمان شعبها".
واختتم البيان بالقول: "ندعوا الله من أعماق قلوبنا أن يحفظَ لمصر جيشَها العظيم وجنودَه البواسل، وأن يُحقِّق لمصرنا الغالية وحدتها وتقدُّمها وازدهارها، وأنْ يُوفق الجميع لفتح باب الأمل أمام المواطنين؛ لتحقيق طموحاتهم وتطلُّعاتهم لمستقبلٍ واعدٍ ينعم فيه الجميع بالخير والأمن والاستقرار".