أرسلت (ن.م) إلى افتح قلبك، تقول:
أنا شابه فى منتصف العشرينات، فى أول يوم شغل لى قابلت شابا، أعجبت به من أول نظرة، وكنت بقول بينى وبين نفسى يا رب يكون لى نصيب معاه، كنت بفكر فيه وأنا عارفة إنى مش فى باله، استمر الوضع كده لفترة، لغاية ما بدأنا نتكلم على الفيس بوك، بدأ يسألنى عن تفاصيل أهلى و بيتى، فرحت لاهتمامه لكن مكنتش عايزه أعشم نفسى بأى حاجة، لأنه عمره ما صرح بأى اهتمام مباشر،
بعدها بفترة بسيطة تقدم لى ابن صديقة ماما، شاب كويس، إمكانياته كويسة، لما قابلته مكنتش عارفة أقول إيه، مفيش حاجه تخلينى أرفضه، لكن برضه مفيش حاجه تخلينى أقبله، هو كويس، والكل شايفينه كده، لكن أنا اللى مشغولة بحد تانى، وفى نفس الوقت التانى ده مش مبين لى أى اهتمام ولا حتى أمل.. المهم صليت استخارة وسمعت كلام أهلى واتخطبت، مكنتش حاسه بأى فرحة، ولا كنت حاسه إنى أنا العروسة، ولا إن الموضوع ده يخصنى من أصله.
فى الشغل وقبل ما أعلن لزمايلى إنى إتقرت فاتحتى، لقيت والد زميلى جايلى فى يوم، وبيطلبنى لابنه، وبيطلب منى تحديد موعد مع بابا، طبعا مكنتش مصدقه نفسي، هاطير ما الفرح، لكنى للأسف مت من الحزن لما قلت لبابا ورد على بأنه خلاص اتفق مع الناس-أهل خطيبى- وأنه مش ممكن يرجع فى كلمته.. استسلمت وكملت الخطوبة، لغاية ما تعقدت الأمور من نفسها وأنهينا الخطوبة قبل الفرح بشهر واحد، بصراحة فرحت وقلت دى يمكن تكون فرصتى أنى أكون مع الإنسان اللى أنا عايزاه وبحبه.
أنا اللى فتحت معاه الكلام من جديد، وجرأته أنه يعرض على الجواز تانى، وفعلا اتقدم لى بالرغم من معارضة أهله المرة دي، لكن هو أصر على وأجبرهم على إنهم ييجوا ويقابلون والدى، وطبعا قابلوه بشكل قليل الذوق، لكنى ضغطت على بابا عشان يستحملهم عشان خاطرى، وتمت الخطوبة أخيرا.
طول الوقت كنت عارفه إن أهله مش مبسوطين، وكانوا مقصرين جدا فى السؤال والمكالمات، حتى إنى مرضت مرضا شديدا بعد الخطوبة، ومحدش فيهم سأل عنى حتى بالتليفون، عملوا مشاكل أكتر من مرة مع ابنهم بسببى، لكنه دايما كان بيقف ضدهم وبيطمنى باستمرار أنه عمره ما هايتنازل عنى، وده كان بيخلينى أحبه أكتر وأتمسك بيه أكتر وأكتر.
دخلنا فى مرحلة الاتفاقات والماديات، وحصل بين الأسرتين خلافات كتيرة، أكبرهم كان على موضوع (القايمة)، وحلا للموقف عرض خطيبى على بابا إنه يكتب قايمة صورية أمام والده بالشكل اللى يرضيه، ويكتب لنا احنا قايمة تانية حقيقية فيها كل اللى احنا عايزينه عشان الأمور تمشى، لكن بابا رفض، وقال له إن كل حاجة لازم تكون بعلم أهله من البداية.
كلمتنى والدته بعدها وطلبت منى أرجع لهم الشبكة، فسألتها إن كان طلبها ده بعلم ابنها ولا لا، فكدبت عليا وقالت إنه عارف، لكنى اتصلت به بعدها وقال لى أنه مش عارف حاجة وأنه مش ممكن يطلب منى حاجه زى دى، فاطمنت وفرحت، وفضلنا مستحملين المشاكل المختلقة والخلافات المفتعلة من أهله لفترة مش قصيرة.
لغاية ما جه فى يوم وقال لى إنه مش هاينفع نكمل مع بعض... مابقتش مصدقه وداني، فضلت أرجوه وأتوسل إليه أنه يصبر زى ما أنا صابرة، قال لى إنه مبقاش قادر يقف أمام أهله أكتر من كده، خاصة وإنى عرفت بعدها إن والدته كانت طرداه من البيت فى الوقت ده، قال لى إنه قرار صعب ومؤلم لينا احنا الاتنين، لكن الأيام هاتثبت لى أنه قرار صح، وأنه كان لازم يحصل من بدرى.. انهرت، حسيت كأنى ضعت.. مبقتش عارفه أخليه يتراجع عن قراره ده إزاى.
دلوقتى فات شهران على فك خطوبتنا، ومن يومها وهو مابيحاولش نهائى يشوفنى أو يكلمنى أو حتى يعرف أخبارى، لكن أنا دايما بحاول أشوفه وأسمع صوته، وبكلمه على النت باسم بنت تانية عشان أعرف أخباره، أيوه لسه بحبه ومابفكرش غير فيه، ونفسى أغمض عينى وأفتحها ألاقينا رجعنا لبعض.
أنا مريت بخطوبتين، ومشاعرى كانت مختلفة جدا فى المرتين، عشان كده أنا مش قادرة أتخيل نفسى مع حد تانى، مش قادرة أنساه ومش عايزه، وبفكر فيه ليل ونهار، لأنه كان مجرد وجوده فى حياتى بيسعدنى.
مش عارفه أتمسك بيه ولا لا، و لحد امتى، والمفروض إنى أتصرف إزاى فى الوضع ده.. ممكن تقولى لى.
و إليك (ن) أقول:
شوفى يا جميلة.. ممكن كل المعوقات اللى فى الدنيا تقف فى وش علاقة ما، وبرضه تكمل وتنجح وتعيش، ليه؟.. لأن طرفين العلاقة عايزينها، حابينها، مش شايفين غير إنها لازم تكون و تكبر وتعيش، وهى دى كلمة السر فى نجاح أى علاقة فى الدنيا.. إن طرفيها عايزينها تنجح.
لكن فى حالتك أنت خلاص هو مابقاش عايز، رفع الراية البيضا، ومابقاش شايف أنه يقدر يكمل معاك ضد بقية الظروف، يبقى خلاص.. خلصت، مش ممكن توقفى العلاقة دى على رجليها لوحدك أبدا، حتى لو كنت تحبينه وبتموتى فيه، لازم هو كمان يكون شايف أنه مش عايز يعيش غير معاك، وأنه مش هاينفع يكون مع واحدة تانية غيرك، لكن للأسف هو مابقاش شايف كده.
اللى بتعمليه دلوقتى ده ماسموش تمسك بحبك، اسمه تعلق بحبال دايبه، صدقينى أنت كده بتضيعى عمرك و بتستنزفى مشاعرك عالفاضى، هو لا بيحاول يشوفك أو يعرف أخبارك عشان خلاص، هو عايز يطوى الصفحة دى من حياته، يبقى تعملى أنت كده ليه، مش هتستفيدى أى حاجة من اتصالك الدائم به غير أنك تفضلى فاكراه ومعذبه نفسك بيه طول الوقت وخلاص، عليك من ده بإيه يا بنت.
كلنا لما بنحب حاجة بنبقى عايزينها، وعلى استعداد نعمل أى حاجة عشان نوصل لها، بالذات لو حصل والحاجة دى بقت فى إيدينا وراحت مننا، بنبقى متعلقين بها أكتر وهانموت عليها.. كلنا كده مش أنت بس، لكن ساعات القدر بيكون له كلمة تانية، ربنا الأعلم مننا جميعا بيكون عارف إن الخير مش فى الحاجة دى، حتى لو احنا كنا هانتجنن عليها.. دى حكمة ربنا اللى مايعرفهاش غيره، وإلى ممكن يعرفهالنا بس بعد شويه، فى الوقت المناسب.
وبعدين أنت لسه خارجه من العلاقة من شهرين بس، يعنى شىء طبيعى جدا تكونى لسه بتفكرى فيه وبتحبيه، احنا مش ممكن نضغط على زرار ننسى الماضى، فطبيعى جدا أنك تكونين فى فترة ألم وحزن وضياع دلوقتى، لكن حاولى ماتطوليش الفترة دى أكتر وأكتر بأنك تفضلى تجرى وراه ومعلقه نفسك بيه، عيشى حياتك بعيد عنه، زى ما كنت عايشاها قبل ما تشوفيه، ومحدش عارف الأيام ممكن تكون شايلالك إيه.
اقرأى الموضوع ده (حبيبتى سابتنى ومش قادر أنساها): أكيد إن شاء الله هايساعدك، وصدقينى محدش فى الآخر بيتجوز جوز حد، ولو مش مكتوب لك مش هايكون لك حتى لو فضلتى معلقة نفسك بيه طول العمر.
للتواصل مع د. هبة وافتح قلبك:
h.yasien@youm7.com
د. هبة يس