محمد عادل عبد العزيز يكتب: ضبط النفس

الأربعاء، 17 يوليو 2013 03:10 ص
محمد عادل عبد العزيز يكتب: ضبط النفس صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يمكن اعتبار ضبط النفس نوعا، من أنواع التدريب لخلق وتغيير والتحكم بأفكارك وأفعالك وكلامك لتطوير النفس والوصول إلى أهدافك، ولقد حثنا المولى سبحانه تعالى على ضبط النفس، فى كتابه العزيز: (وَسَارِعُوا إلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ، الَذِينَ يُنْفِقُونَ فِى السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ).

وعدم ضبط النفس هو حدوث أفعال وردود أفعال لم تدرس عواقبها، ينتج عنها إطلاق اللسان وسرعة الغضب والانفعال.. دون التحقق من مآلات الأمور
وبالتعرف على وسائل ضبط النفس:
1- العلم والحكمة: الحكمة فعل ما ينبغى كما ينبغى فى الوقت الذى ينبغى، فضبط النفس هو الحكمة فى معرفة متى وأين يكون مناسباً، فمن تحرى الحكمة هدى إليها كما قال تعالى: (والَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ).. (وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِى خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إَِلا أُولُو الألْبَابِ).
2- التجرد لله تعالى: كم من الناس يغضبون ثم يفعلون ثم يقولون غضبنا لله، ولو درسنا المسألة دراسة حقيقة مجردة لثبت لنا الحقيقة أنه لم يكن الغضب لله، بمعنى قد يكون أصل الغضب لله نعم، ولكن مآل الأمور لغير الله، فمثلا قد تقول لإنسان قم للصلاة جزاك الله خيرا، فيتلفظ عليك بكلمات، فلا تحتمل أعصابك فترد إما بالضرب أو بالشتم، وعندما يقال لك لماذا هذا التصرف؟ تقول إننى غضبت لله.. . تأمل قليلاً أأنت غضبت لله أم غضبت لنفسك!!!

صحيح أنه أمر بالمعروف، صحيح أنه كان نهيا عن المنكر، فلا شك، لكن ما حدث بعد ذلك من ثورة وغضب وتعد، لم يكن لله جل وعلا، ولكن لأن هذا الشخص أساء إليك فغضبت لنفسك، فالتجرد من حظوظ النفس، وهو أمر لا يقدر عليه إلا من أعطاه الله قوة وعزماً، ويقول تعالى: (ولا تَسْتَوِى الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِى هِى أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِى بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِى حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ).
3- معرفة مآلات الأمور: من أعظم الأسباب التى تمنع من التصرفات الخاطئة معرفة عواقب الأمور، وإتقان قاعدة المصالح والمفاسد، وأتذكر هنا قول الله تعالى: (ولا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ)، إذا كان سب الأصنام سيؤدى إلى سب الله جل وعلا، فلا تسبوا الأصنام، هذه قضية نغفل عنها، وهذا ما يسمى معرفة مآلات الأمور.
4- الإعراض عن الجاهلين: فلا تجادل الأحمق، فقد يخطئ الناس فى التفريق بينكما، يقول الإمام الشافعى: "ما جادلت عالما إلا وغلبته وما جادلت جاهلا إلا وغلبنى".
كما أن الإعراض عن الجاهلين أمر من الله تعالى: (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ).. (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً).
5- تنمية مهارات ضبط النفس: تنمية مهارة ضبط النفس تبدأ عندما تستطيع التحكم فى أداء مهامك، وتنمية مهارة إدارة وتنظيم الوقت تبدأ مع تنمية مهارة ضبط النفس، وتنمية الثقة فى النفس تبدأ مع تنمية مهارة إدارة وتنظيم الوقت، فعليك بإدارة وتنظيم وقتك لتنال ضبط النفس وتذكر دائماً أن ضبط النفس هو تحمل الأذى فى سبيل الله، دون إفراط، وأن ضبط النفس مظهراً للقوة لا مظهراً للضعف، وأن هناك فرقا بعيدا بين ضبط النفس والقهر أو الإذلال، وأن ضبط النفس يجب أن يكون موزوناً بمراعاة قواعد المصالح والمفاسد.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة