عملية السلام بين تركيا والأكراد مهددة مع تصاعد نشاط المسلحين

الأربعاء، 17 يوليو 2013 09:53 ص
عملية السلام بين تركيا والأكراد مهددة مع تصاعد نشاط المسلحين رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان
اسطنبول (رويترز)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يؤجج تصاعد نشاط المسلحين الأكراد فى جنوب شرق تركيا المخاوف من احتمال انهيار عملية سلام مع أنقرة، وهو أمر من شأنه أن يعقد جهود الحكومة لتطبيق إصلاحات دون إشعال المشاعر القومية.

وكانت الحكومة قد بدأت محادثات مع زعيم حزب العمال الكردستانى المسجون عبد الله أوجلان فى أكتوبر الماضى، بهدف إنهاء الصراع الذى أودى بحياة 40 ألف شخص فى ثلاثة عقود وعطل التنمية فى جنوب شرق تركيا الذى تسكنه أغلبية كردية، لكن العملية تعثرت إذ تشكو أنقرة من أن انسحاب حزب العمال الكردستانى إلى شمال العراق يحدث ببطء شديد فى حين استأنف الحزب هجماته إحباطا من عدم تحرك الحكومة، فيما يتعلق بالإصلاحات الخاصة بالأقليات.

وقال طه أكيول الكاتب المخضرم فى صحيفة حريات اليومية "إذا استمر الأمر على هذا النحو.. فلننس العملية وقد تغرق تركيا فى دوامة أكثر اضطرابا عما كان فى الماضى"، ويبدو الإحباط الكردى من خلال شبان مسلحين وملثمين يجوبون بلدات جنوب شرق تركيا رافعين رايات حزب العمال الكردستانى ويتحققون من هوية السائقين على الطرق، كما يظهر فى صور بثها التليفزيون التركى، وهاجم حزب العمال الكردستانى كذلك مواقع عسكرية فى المنطقة منتهكا وقفا لإطلاق النار أعلن فى مارس آذار الماضى.

وفى مطلع الأسبوع حضر عدة آلاف من الأكراد مراسم أقيمت فى إقليم ديار بكر لتأبين مقاتلين فى مقبرة افتتحها حزب العمال الكردستانى فى الآونة الأخيرة، ورفعت فيها رايات الحزب وصورة لأوجلان، ومثل هذه الصور تزيد من غضب الأتراك الذين يعارضون المحادثات مع جماعة تعتبرها أنقرة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى إرهابية.

وقال عبد القادر سيلفى من صحيفة ينى سافاك المؤيدة للحكومة، إن هذه الصور تجعل من الصعب على الحكومة أن تعلن عن "حزمة التحول الديمقراطى" وهى إصلاحات تعزز حقوق الأقليات وتقول الحكومة إنها تعكف على إنجازها.

وتساءل سيلفى فى مقال "أى قوة سياسية تلك التى تستطيع تقديم مثل هذه الحزمة إلى البرلمان فى وقت يسد فيه مقاتلون ملثمون من حزب العمال الكردستانى الطرق ويتحققون من بطاقات الهوية، وتقيم فيه عناصر مقاتلة مراسم تأبين فى المقابر".

ويواجه رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان الذى دافع عن الانفتاح على حزب العمال الكردستانى أكبر اختبار لسلطته بعد أسابيع من الاحتجاجات العنيفة المناهضة للحكومة، وتزامن استعراض حزب العمال الكردستانى لقوته مع تعيين مقاتل مخضرم يعتبر من الصقور كرئيس مشارك لذراع الحزب السياسية مما يزيد من التوقعات باتخاذ خط أكثر تشددا.

وقلل يالجين أكدوغان كبير مستشارى رئيس الوزراء لشؤون الأكراد من هذه التغييرات قائلا إن أوجلان نفسه طلبها ومن غير المتوقع أن يكون لها تأثير سلبى على العملية، لكن دعوة حزب العمال لمقاتليه فى الأسبوع الماضى أن يتخذوا "وضعا دفاعيا نشطا" وتحدثه عن "تمرد" الأكراد للضغط على الحكومة عززا أيضا الشكوك بشأن إمكانات عملية السلام.

قال سيلفى "يريدون بهذه الطريقة تفجير عملية السلام من الداخل، إنهم لا يفعلون هذا رغما عن تركيا بل ورغما عن أوجلان، "ويكثف السياسيون المؤيدون للأكراد الضغوط على الحكومة لتنفيذ إصلاحات مثل إلغاء قانون مكافحة الإرهاب الذى سجن الآلاف بموجبه لصلتهم بحزب العمال، والسماح بالتعليم باللغة الكردية وتقليل الحد الأدنى من الأصوات المطلوب لدخول البرلمان.








مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة