"عمرى فى حياتى ما سرقت حاجة من حد ولا عمرى مديت إيدى على حاجة مش بتعتى، أنا صحيح مكملتش تعليمى ومحسوب على الناس السوابق بس سوابقى كانت فى تعاطى المخدرات مش سرقة، تعليمى على أدى بس اللى أعرفه ان الإسلام ما بيقولش أن حتى لو أنا سرقت حاجة من حد يتعمل فيا كل ده دنا لو كنت كافر كانوا رحمنى عن كده".. بهذه الكلمات بدأ "أحمد حسن محسن"، (20 سنة)، عاطل، وحاصل على الشهادة الإعدادية، حديثه للـ"اليوم السابع"، والذى طمست معالم وجهه من كثرة الكدمات والدماء بسبب آثار التعذيب والضرب حيث، قال إنه يقيم فى منطقة البساتين ويعمل سايس فى إحدى الجراجات فى منطقة رابعة العدوية بمدينة نصر، سعيا وراء الرزق، مضيفا أنه يوم الواقعة ذهب ليستريح بجوار مسجد رابعة العدوية بعد أن فرغ من عمله فى تمام الساعة الثامنة صباحا، حيث إنه يعمل فى فترة الليل وينتهى عمله فى الصباح.
وبعدما جلس ليستريح فوجئ بأحد المعتصمين من مؤيدى الرئيس المعزول محمد مرسى يقوم بإيقاظه من النوم واتهمه بسرقه هاتفه المحمول الخاص به، وأنه لم يرى هاتفه هذا إطلاقا وأنه كان نائما ولم يرى حتى من كان موجودا بجواره.
وأضاف المجنى عليه، أن الشيوخ من المعتصمين لم يصدقوه وقاموا بسحبه وجره إلى غرفة التعذيب داخل الاعتصام، مضيفا أنه طلب منهم أن يسلموه إلى الشرطة أو الجيش ليتم اتخاذ الإجراءات القانونية معه، إلا أن المعتصمين من الشيوخ رفضوا تسليمه إلى الشرطة، وقالوا له: "لن نسلمك إلى الشرطة أو الجيش بل سوف نقوم بتسليمك إلى الله".
وأكمل المجنى عليه بعدها ذهبوا بى إلى غرفة التعذيب وقاموا بتكبيلى بالحبال الغليظة التى لم أستطع التحرك منها، وانهالوا على بالضرب بالعصى الغليظة والمواسير الحديدية بالإضافة إلى الصواعق الكهربية والأسلحة البيضاء، موضحا أنه ومع كثرة الضرب والتعذيب كان يدخل فى حالات إغماء إلا أن المتعصمين كانوا يقوموا بإلقاء المياه لإفاقته، ليقوموا بضربه وتعذيبه مرة أخرى، مشيرا إلى أن فترة التعذيب استمرت منذ الساعة العاشرة صباحا وحتى الواحدة ليلا.
وأوضح المجنى عليه، أنه أثناء تعذيبه جاء أحد الشيوخ المعتصمين داخل غرفة التعذيب، واستل سكينا كبيرا وقام بعدها بإخبارى أنه سوف يقوم بإقامة حد الله على، لأننى سارق، ويجب إقامة الحد على.
وأكد المجنى عليه أنه بعد أن جفف وجهه من دموعه التى اختلطت بالدماء التى غطت وجهه، أخذت أصرخ وأتوسل إليهم بألا يقوموا بقطع أصابعى وأن الضرب الذى تلقيته كافى، وأقسمت لهم أننى لم أقم بسرقة أى شىء، إلا أنهم لم يعيرونى أى اهتمام، وقام أحدهم بالبسملة والتكبير قبل أن يقوم بقطع "سبابتى اليسرى"، وبعد مشاهدتى لمنظر الدماء التى لطخت الجميع وما حدث ليدى، دخلت فى حالة إغماء لم أفق منها، مضيفا لم أشعر بنفسى إلا وأنا فى سيارة لا أعلم كيف تم إدخالى فيها، حيث تم نقلى إلى منطقة مقطوعة ليقوموا برميى فى الصحراء للتخلص منى، وحتى لا أكون دليل على أنهم من قاموا بهذا الفعل الإجرامى.
وأضاف، أن العدالة الإلهية أبت أن يفلت المجرم من العقاب، مشيرا أن مجموعة من مؤيدى الرئيس السابق قاموا بنقلى بالسيارة إلى منطقة القاهرة الجديدة، إلا أن حظهم السىء قادهم إلى هناك، موضحا أن عناية الله كانت كفيلة بإيقاعهم فى أيدى رجال الشرطة، حيث أن إحدى إطارات السيارة تعطلت فقاموا بتغيير الإطار فى الوقت الذى تصادف مع مرور دورية شرطية تابعة لقسم القاهرة الجديدة، فقمت بالاستغاثة بهم فتوجهوا نحو السيارة، حيث وجدونى فى حالة لا يرثى لها، فقام رجال الشرطة على الفور بالقبض على المجموعة التى كانت بالسيارة، وتم نقلى بسرعة إلى مستشفى القاهرة الجديدة لتقلى العلاج.
كان كل من النقيبين أشرف القزاز وعمرو فاروق، ضباط مباحث إدارة تأمين الطرق والمنافذ، والملازم أول عبد الفتاح محمد، الضابط بقسم أول القاهرة الجديدة والقوة المرافقة، بارتكاز بالطريق الدائرى أعلى نفق التسعين دائرة قسم أول القاهرة الجديدة، سمعوا استغاثة من أحد الأشخاص داخل السيارة رقم "ص ر هـ 129" ماركة كيا كارينز، المتوقفة بجانب الطريق وبجوارها 5 أشخاص، وأثناء استبيانهم الأمر حاول اثنان الفرار مما دعا القوات لإطلاق بعض الأعيرة النارية فى الهواء، إلى أن تمكنوا من السيطرة على الموقف وضبطهم.
وتبين أن الفارين هم "هيثم.س"، 28 سنة، مهندس، ومقيم بالنزهة، و"شهاب الدين.ع"، 25 سنة، طالب بكلية الآداب جامعة حلوان، ومقيم بمدينة نصر أول، و"محمد.ع"، 33 سنة، موظف ومقيم بمصر الجديدة، وشقيقه "مصطفى"، 23 سنة، طالب، ومقيم بذات العنوان، و"أحمد.ف"، 28 سنة، محامى، ومقيم بعين شمس، المحكوم عليه فى القضية رقم 37244/2007 جنح قسم الجيزة بالحبس سنة وكفالة 1000 جنيه غيابيا، وبحوزته كارنيه نقابة المحامين "ابتدائى"، ناشط سياسى، عثر بداخل السيارة على 2 عصا خشبية وجنزير حديدى وعصا حديدية، وتبين أن مستقلى السيارة بصحبتهم "أحمد.ح"، 20 سنة، عاطل، ومقيم بالبساتين، السابق اتهامه فى القضية رقم 5451/2012 الأزبكية أقراص مخدرة، ومصاب ببتر بالسبابة اليسرى، وتورم بالعينين، وكدمات وسحجات متفرقة بالجسم، واشتباه ما بعد الارتجاج وتم حجزه بمستشفى القاهرة الجديدة.
وبسؤاله أكد أنه أثناء تواجده بمنطقة رابعة العدوية مع المتهمين صباح يوم الأحد، قام المتهمين بضبطه بدعوى قيامه بسرقة هواتف محمولة من بعض المعتصمين، وتعدوا عليه بالضرب محدثين إصابته.
بمواجهتهم أنكروا ما نسب إليهم، وأضافوا أنهم ينتمون لجماعة الإخوان المسلمين، وأن بعض المعتصمين بميدان رابعة العدوية، هم الذين تعدوا عليه بالضرب لقيامه بسرقة هواتفهم المحمولة، وأنهم كانوا فى طريقهم لنقله لأحد المستشفيات، فتحرر المحضر رقم 3632، وأخطرت النيابة العامة التى باشرت التحقيق.
المجنى عليه بواقعة تطبيق الإخوان لحد السرقة يروى لـ"اليوم السابع" تفاصيل التعدى عليه واحتجازه بغرفة تعذيب.. أحمد حسن: ملتحى كبّر قبل قطع أصابعى.. ولو أنا كافر مكانوش عملوا فيا كده.. وعمرى ما سرقت حاجة
الأربعاء، 17 يوليو 2013 01:39 ص