اتهم مبعوث الأمم المتحدة الخاص للعراق زعماء منظمة مجاهدى خلق الإيرانية المعارضة بانتهاك حقوق الإنسان فى معسكر بالعراق وهو ما نفته الجماعة ووصفته بأنه زعم لا أساس له من الصحة، ويمكن أن يشكل خطورة على المعارضين فى الخارج.
وتم نقل أعضاء المنظمة الذين كانوا يعيشون فى معسكر أشرف شمالى العاصمة العراقية إلى معسكر الحرية قرب بغداد، وعاشوا فى معسكر أشرف لنحو عشر سنوات حتى العام الماضى.
وتكررت شكاوى المجلس الوطنى للمقاومة الإيرانية الذراع السياسية للجماعة من الأوضاع فى معسكر الحرية الذى كان يعرف سابقا باسم (كامب ليبرتى) ومن مشاكل أمنية.
وقال مبعوث الأمم المتحدة مارتن كوبلر الذى سيكون مبعوث المنظمة الدولية للكونجو الديمقراطية الشهر القادم لمجلس الأمن الدولى، إن الأمم المتحدة تلقت شكاوى تتعلق بقيادة المنظمة الإيرانية فى المعسكر.
وأضاف كوبلر "أن انتهاكات حقوق الإنسان فى معسكر الحرية من جانب قيادات المعسكر مثار قلق متزايد، تشير المئات من تقارير المراقبة اليومية إلى أن هناك قيودا صارمة على حياة من يعيشون فى معسكر الحرية."
ومضى يقول "أبلغ عدد غير قليل من سكان المعسكر مراقبى الأمم المتحدة بأنه ليست لهم حرية مغادرة المعسكر أو المشاركة فى عملية إعادة التوطين التى عرضتها المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أو الاتصال بأقاربهم خارج العراق، أو حتى الاتصال بأقاربهم داخل المعسكر نفسه."
وقال كوبلر، إن بعض المقيمين فى معسكر الحرية ذكروا أن قيادات المعسكر منعتهم من الحصول على الرعاية الطبية بينما تحدث آخرون عن إساءات لفظية وأشكال أخرى من إساءة المعاملة لاختلافهم مع قيادات المعسكر، أو لتعبيرهم عن رغبتهم فى مغادرته.
وتدعو منظمة مجاهدى خلق التى تم حذفها من على قائمة الولايات المتحدة للتنظيمات الإرهابية العام الماضى إلى الإطاحة بالقيادة الدينية الشيعية فى إيران. وقاتلت فى صفوف قوات صدام حسين فى حرب العراق وايران التى استمرت من عام 1980 إلى عام 1988.
ولم تعد المنظمة محل ترحيب فى العراق فى ظل الحكومة التى يقودها الشيعة، والتى تولت الحكم بعد أن غزت قوات قادتها الولايات المتحدة البلاد وأطاحت بصدام عام 2003، ويقول بعض المعارضين فى الخارج إنهم يشتبهون فى أن بغداد ربما تكون مستعدة لإعادتهم إلى إيران.
وشهد معسكر الحرية هجومين صاروخيين هذا العام أحدهما فى فبراير شباط والآخر الشهر الماضى، وقتل نحو عشرة من المقيمين فيه وأصيب 71 آخرين.
ونفى شاهين جوبادى المتحدث باسم المجلس الوطنى للمقاومة الإيرانية صحة تصريحات كوبلر الذى يتهمه المعارضون الإيرانيون منذ فترة بالكذب والتستر على حقائق عن أوضاع معيشية، يقولون إنها دون المستوى فى المعسكر.
وقال "هذه المزاعم لا أساس لها من الصحة بتاتا والمقاومة الإيرانية دعت فى 50 مناسبة إلى إرسال بعثة مستقلة لتقصى الحقائق للتحقيق فى كل هذه المزاعم وكل الأكاذيب الأخرى التى نشرها كوبلر... ولكن لا كوبلر ولا حكومة العراق وافقا على أى تحقيق مستقل."
وأضاف جوبادى "تصريحات كوبلر ومزاعمه تمهد لمزيد من الهجمات على سكان كامب ليبرتى العزل. كان كوبلر يأمل من خلال هذه التصريحات فى إجهاض شكاوى عائلات المقيمين فى كامب ليبرتى إلى الأمم المتحدة وندائها للتحقيق فى سلوكه."، ودافعت الأمم المتحدة عن كوبلر ونفت ما تردد عن التستر.
وقال مارتن نسيركى المتحدث باسم الأمم المتحدة "نأسف أن منظمة مجاهدى خلق وأنصارها مازالوا يركزون على تشويه جهود الأمم المتحدة للتوصل لحل سلمى وإنسانى فى معسكر أشرف، خاصة هجومهم على شخص مبعوث الأمم المتحدة إلى العراق."
وقال كوبلر إنه لا يزال هناك 100 إيرانى فى معسكر أشرف يرفضون الرحيل، ووصف الوضع فى المعسكر بأنه متوتر.
وفى الأسبوع الماضى عقد محامو العائلات الموجودة بمعسكر الحرية مؤتمرا صحفيا فى نيويورك لتقديم التماس للأمم المتحدة يدعو إلى العودة الفورية إلى معسكر أشرف.
وتصر منظمة مجاهدى خلق على أن الولايات المتحدة -التى ساعدت قواتها فى البداية على تسكين أعضائها فى معسكر أشرف بعد غزو عام 2003- على أن واشنطن مازالت مسئولة عن سلامتهم.
اتهام "مجاهدى خلق" بانتهاك حقوق الإنسان بالعراق والمنظمة تنفى
الأربعاء، 17 يوليو 2013 11:35 ص