قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن الجيش الذى كان دائما طرفا سياسيا مهما، نادرا ما تدخل فى السياسة ما لم يضطر على ذلك. ومثلما أخرج الجيش مبارك من الحكم فى عام 2011، اضطر أيضا إلى عزل محمد مرسى عندما بدأ وكأن الدولة المصرية مهددة شكل كبير، والخطر لم يكن يقتصر على المرافق الأساسية فقط ولكن أيضا السيطرة على الحدود، ولاسيما مع قطاع غزة الذى تسيطر عليه حماس، وفشل الدبلوماسية بشأن خطط إثيوبيا لبناء سد جديد على نهر النيل وإمدادات المياه الخاصة بمصر على المدى الطويل.
وتتابع الصحيفة فى المقال الذى كتبه يوسف رخا قائلة إن جماعة الإخوان المسلمين تمكنت من استعداء كل أذراع الدولة، وكذلك جزء كبير من قطاع الأعمال. وفى سعيها للسلطة، قامت ببيع الغذاء والوقود المدعم بسعر مخفض، أو وزعته مجانا.. وبدت جاهلة عندما أصبح قطاع الكهرباء ونقص الوقود هو العادة.
وتتابع الصحيفة قائلة، إنه تم إطلاق العنان لحيل ومكر الأصولية الإسلامية بشكل لم يسبق له مثيل مما هدد ليس فقط المعايير الجمهورية ولكن أيضا المسلمين المعتدلين الوسطيين الذين يفترض أنهم يؤيدون الديمقراطية. ويبين إرث مرسى حقيقة محزنة فى الشرق الأوسط وهى أن الإسلام السياسى والديمقراطية لا يمتزجان "دونت ميكس".
ولا يقتصر هذا على الناحية النظرية فقط، ( الأمة مقابل الدول المعاصرة، والطائفة مقابل المواطن، والأخلاق الإسلامية مقابل الحريات الفردية) ولكن أيضا لأن الإسلام السياسى يقدم الغطاء لكل ما هو غير ديمقراطى فى المجتمع العربى.
رصد الكاتب عدة نماذج يفسر بها ما يقول، فأشار إلى النشاط الكبير للجهاديين فى سيناء فى عهد مرسى، وتركيز الأعضاء الإسلاميين فى البرلمان السابق على قضايا مثل إباحة ختان الإناث ومنع تدريس اللغات الأجنبية فى المدارس الحكومية. وقيام داعية سلفى وهو أبو إسلام بحرق الإنجيل ليثبت وجهة نظره الطائفية، ومحاكمة مسيحيين بتهمة إهانة الإسلام.
من ناحية أخرى، قال الكاتب إن القول بأن أحداث الشهر الماضى ليست انقلابا ولا يجب أن تعنى موقفا مؤيدا للجيش، مشيرا إلى أن الضباط ليسوا متحمسين للحكم بشكل مباشر ويخشون الانتقادات الغربية. وسيظل سؤال ما الذى سيحدث بعد ذلك، مفتوحا بلا إجابة.
نيويورك تايمز: حكم مرسى أثبت أن الإسلام السياسى والديمقراطية "دونت ميكس"
الثلاثاء، 16 يوليو 2013 12:32 م