ذكرت صحيفة "ميلليت" التركية فى افتتاحيتها اليوم الثلاثاء أن تركيا خسرت واحدة من الركائز الأساسية المهمة فى منطقة الشرق الأوسط بعد ما أسمته الصحيفة بـ"الانقلاب العسكرى فى مصر ضد إدارة محمد مرسى".
وتعتبر مصر الشريك الاستراتيجى المهم فى المنطقة والبوابة التركية المفتوحة على منطقة الشرق الأوسط بعد انتشار الحرب الأهلية فى العراق وسوريا، حيث بدأت تركيا مؤخرا فى تصدير بضائعها التجارية إلى دول المنطقة عن طريق الجسر البحرى الذى أنشأته مع مصر بعد التطورات السلبية التى تشهدها كل من العراق وسوريا.
يضاف إلى ذلك إن الإدارة المصرية برئاسة محمد مرسى كانت تتفق مع تركيا حول العديد من القضايا الممتدة من سوريا إلى إيران ومن فلسطين حتى الجرف القارى الذى أعلنته إدارة قبرص اليونانية، ولكن الإطاحة بمرسى دفعت تركيا للعودة مرة أخرى إلى الوراء مجددا بعد أن حققت مبادرة جديدة للتعامل مع دول المنطقة عن طريق سياسة الانفتاح.
وفى نفس الوقت، حققت إيران فوزا على تركيا وأصبحت اللاعب المهم فى المنطقة بعد الإطاحة بحكومة محمد مرسى إضافة إلى بذلها كل ما يمكنها للدفاع عن استمرار نظام بشار الأسد النصيرى فى الحكم كما أنها تشرف فى نفس الوقت على حكومة نورى المالكى الشيعية بالعراق، الذى بدأ خلال الأيام الأخيرة فى التوصل لحل مشاكله مع الأكراد فى شمالى البلاد.
وفى نفس الإطار، تمكنت قوات نظام الأسد من إعادة سيطرتها على المدن التى خسرتها لصالح قوات الجيش السورى الحر المعارض وكلا العاملين يمثلان هزيمة إستراتيجية لتركيا أو بمفهوم آخر، حصار إيرانى على تركيا فى المنطقة.
وأضافت الصحيفة فى افتتاحيتها أنه يجب عدم تجاهل وضع إسرائيل فى المنطقة بصفتها لاعب مهم بها رغم التوتر الذى تشهده مع تركيا منذ عام 2010 على إثر حادث سفينة مافى مرمرة حيث أصبح من غير الممكن لتركيا بعد الإطاحة بمرسى فرض ضغوط سياسية على إسرائيل التى كانت قد بدأت تشعر بعدم الارتياح لمرسى. ومن المتوقع أن تبذل إسرائيل خلال الفترة القادمة قصارى جهودها لعودة وقوف نظام الأسد على قدميه مجددا.
أما السعودية فقد أصبحت اللاعب المهم الآخر فى المنطقة وأصبح أمامها فرصة جديدة مجددا لتولى زعامة العالم العربى بعد التغيرات التى تشهدها مصر على اثر الإطاحة بحكومة مرسى. حيث تقف السعودية على مسافة محدودة مع تركيا فى كافة المجالات وبلا شك أدى ما أسمته الصحيفة التركية بـ"الانقلاب العسكرى فى مصر" إلى ارتياح الإدارة السعودية حيث أعلنت عن تقديم مساعدات مالية إلى مصر عقب الإعلان عن عزل مرسى.
وفى المقابل تعانى قطر هى الأخرى من خسارة كبيرة مثل تركيا جراء انتقال الحكم من أمير قطر إلى ولى عهده أولا والتغيرات التى شهدتها مصر ثانيا ولا يمكن من الآن فصاعدا أن تتنافس قطر مع السعودية بعد التطورات الأخيرة بمصر وبهذا الشكل تفكك فعليا محور تركيا– قطر– مصر. وفى حال عدم عودة العملية الديمقراطية إلى مصر مجددا فستمر العلاقات التركية–المصرية بأسوأ وأصعب أيامها على مدار التاريخ.
صحيفة ميلليت التركية تتساءل عن تأثير التطورات بمصر على توازنات المنطقة
الثلاثاء، 16 يوليو 2013 10:49 ص
الرئيس المعزول محمد مرسى
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
mohammedaboseif
يا ساده ....
عدد الردود 0
بواسطة:
مواطن
الاتراك ستلقون الضربات قريبا