سحر فوزى تكتب: حلم مرعب؟ !

الثلاثاء، 16 يوليو 2013 03:06 م
سحر فوزى تكتب: حلم مرعب؟ ! صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اختبئ الصغير فى حضن أمه، وأخذ يصرخ ويرتعد.. احتضنته بقوة وهى ترقيه.. وتجفف عنه عرقه، وتستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، كانت تسأله فى لهفة: ما الذى أصابك يا بنى؟ ما الذى فزعك بعد منتصف الليل هكذا ياولدى؟ عيناه الغائرتان كانتا تدوران فى كل اتجاه، تبحثان عن بارقة أمل أو بصيص من النور يضئ له غده الذى لم يشرق بعد.. تشبث بثياب أمه.. وبدأ يقص عليها رؤياه قائلا: إنى رأيت فى المنام أناسا يتقاتلون ويتصارعون على كرسى.. وكلما هدأوا، عادوا واقتتلوا، وسالت دماؤهم، واشتعلت نيران الفتنة، والانقسام فى كل مكان من جديد.. الغريب أنهم لم يفكروا ولو للحظة واحدة فى الصغار الذين ضاعوا وسط الزحام، رغم أنهم فى أمس الحاجة إلى الأمن والأمان والاستقرار، بل وضعوهم تحت أقدامهم وصعدوا على أكتافهم للوصول إلى غاياتهم.. متناسين ضعفهم وقلة حيلتهم، وحاجتهم لمن يخطط لهم مستقبلهم، ويهيئ لهم سبل النجاح، ومن وسط الصراع رأيتنى صرت شابا، لكننى بلا عمل، وبلا سكن، وبلا طعام، مكبل بقيود الفكر المتطرف، والعصبية القبلية، التى عجزت كل المحاولات، والهتافات، والثورات، عن تغييرها، حتى ضاعت معها حريتى، ولما شعرت بالظمأ، أخبرونى أنه قد تم بناء سد فى غفلة من الشعب المتناحر على المناصب والكراسى، حجب الماء والكهرباء ومعهما الخير عن كل من لا ذنب لهم.. مات الأطفال جوعا، وتشققت الأرض عطشا، وتوقفت المصانع، وتعطل الإنتاج، وتشرد آلاف العمال، ومعهم أطفالهم ليملئوا الشوارع حزنا وكمدا على مافرطوا فى جنب الوطن، والغريب أنه رغم كل ما حل من كوارث من جراء أفعالهم، كانوا مستمرين فى الصراع، والقتل والتدمير، يسير كل منهم فى اتجاه مختلف.. منقسمين بعضهم إلى هؤلاء والبعض إلى هؤلاء.. حتى خيم الرعب على الوجوه، ودنت القلوب من الحناجر.. فأضحت كل نفس لا تجادل إلا عن نفسها.. كنت أبكى وأرتعد باحثا عن الأمان، بعد أن غادرنى ولم يعد.. ضمت الأم طفلها إلى صدرها بقوة وقالت له: كفى.. كفى يا صغيرى.. وأخذت ترتعد هى الأخرى خوفا ورعبا على طفلها.. وأسرت فى نفسها أن ما رآه لم يكن حلما مرعبا، وإنما هو إنذار بمستقبل فى غاية الرعب !!








مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة