يقف بعض الرجال والنساء فى طرقة الوزارة منتظرين حضور الوزير الجديد، يقولون إن اسمه عصمت، يبدأ الوكيل الحديث ويقول "إنه لابد أن يكون رجل كبير السن والخبرة له احترامه وهيبة الشيب فى رأسه"، فيرد مساعد الوكيل قائلا:" ولما تظن أنه شاب مثلى أو أكبر منى بقليل، أليس الشباب من قاموا بالثورتين وحطموا حاجز الخوف"، عندها قاطعت مديرة الشئون الحديث وقالت:" غريب أمركم أيها الرجال!! لم يخطر ببالكم لحظة أن تكون عصمت امرأة؟! أن المرأة تتقلد الكثير من المناصب الآن"، فقاطعها الوكيل قائلا:" فال الله ولا فالك... استغفر الله العظيم"، فأردفت المديرة قائلة: إن وزارتنا تحتاج إلى النظام والنساء هن الأقدر لا تنكر.
كما وقفت فى وسط ميدان التحرير وكان صوت هتافها بشهادة الشهود يسمع أكثر من الرجال.. أم نسيت؟! "فقال الوكيل بتحدٍ: "إن شاء الله سيكون رجل يطل الإيمان من وجهة ومن جبهته ولا تفارق السبحة يده".. لا مرة أخرى؟!" رد المساعد متفاجأ ثم أكمل " لعلك نسيت يا سيدى ما حدث عندما صدقنا المظاهر.. ثم ألم تر منى الأمانة والعمل الجاد دوما وأنا مسيحى حتى أنك رشحتنى مرتين كموظف مثالى عن قطاعنا !".
حينها صمت الجميع وراح كل منهم يفكر لما نختار ما يوافق هوانا وميولنا وفى بعض الأوقات تعصباتنا، لم يعرف أحد إلى الآن من هو عصمت، لأنه لا يهم من يكون هو.. الأهم هو ما سيفعل لمصر ومستقبل مصر.. ما سيفعل ليقود دفة الوزارة فيصلحها.. نعم الكفاءة هى المعيار.. لا للمحسوبية.. لا للمراهنة على مستقبل مصر.. لأن الأكفأ دائما الأفضل.
