رصدت وكالة الأنباء الألمانية، الأزمات التى يعانى منها قطاع غزة، بعد قيام الجيش المصرى بمواصلة هدم الأنفاق على الحدود مع القطاع، وقالت أن الحدود المصرية الغزاوية تشهد حالة من الصمت للصوت الصاخب المعتاد للمولدات وآلات السحب والشاحنات وصياح العمال العاملين فى الأنفاق بالمنطقة الحدودية.
فمنذ الإطاحة بالرئيس محمد مرسى، نسف ودمر الجيش المصرى الكثير من مئات أنفاق التهريب التى حفرت تحت الحدود مع غزة والتى تساهم كخط إمداد كبير لسكان القطاع البالغ تعداهم 1.7 مليون نسمة، وقال شهود إنه خلال اليومين الماضيين اكتشفت ثمانية أنفاق وتم إغلاقها.
ويرى الجيش المصرى الحملة فى بلدة رفح الحدودية على أنها تصب فى خدمة أمنه القومى، وتتهم وسائل الإعلام المصرية المتشددين الفلسطينيين باستخدام الأنفاق للتسلل إلى شبه جزيرة سيناء لنشر الفوضى والعنف وأن سكان غزة يسرقون الوقود المصرى مما يخلق عجزاً فى البلاد.
وأوضحت الوكالة الألمانية، أن حملة الجيش على الأنفاق وضعت الحياة المدنية فى غزة تحت الضغط المزايد، من خلال التسبب فى عجز حاد فى الوقود الرخيص وغيره من المنتجات.
وتدوم انقطاعات الكهرباء، المعطلة للحياة، والتى عانى سكان غزة منها لأعوام، لفترات أطول نظراً لأن الكهرباء يتم توليدها فى القطاع الساحلى بوجه عام عن طريق الوقود.
ومنذ تخفيف إسرائيل لحصارها الاقتصادى على غزة فى شهر يونيو 2010، يتم استيراد الوقود من خلال معبر كرم أبو سالم مع غزة.
لكن معظم سكان القطاع لا يستطيعون تحمل نفقات شراء البنزين فى إسرائيل حيث يتكلف لتر البنزين الواحد من نوع اوكتان 95 حوالى 8 شيكل إسرائيلى (2.22 دولار) مقارنة مع نحو 3 شيكل للتر الواحد المهرب من مصر.
وخلال الفترة ما بين عام 2007 عندما بسطت حركة حماس المتطرفة سيطرتها على قطاع غزة وعام 2010، كان الحصار الإسرائيلى المفروض ردا على هجمات الصواريخ، كلياً تقريباً.. ولم يكن يسمح سوى بضروريات الحياة لدخول القطاع لتجنب أزمة إنسانية.
ومنذ عام 2010، لا تخضع الواردات من إسرائيل لقيود باستثناء الأسمنت والحديد والحصى والكيماويات وغيرها من المواد الخام التى يقول الإسرائيليون إنها تستخدم فى عمل الخنادق والأنفاق وتصنيع الأسلحة.
وقال أبو عمار أثناء جلوسه على كرسى بلاستيكى بالقرب من النفق الذى يمتلكه فى رفح "نخشى من أن يستمر غلق الأنفاق لفترة طويلة جداً".
وقال الرجل "48 عاماً" والذى طلب من عماله العشرين البقاء فى بيوتهم حتى تنتهى الحملة الأمنية المصرية: "الموقف أصبح الآن صعباً مثلماً كان عقب عام 2007، فالمصريون يمنعون مرور أى شىء عبر الأنفاق وليس بإمكاننا جلب حتى أبسط الأشياء".
وعندما فاز مرسى بالانتخابات الرئاسية فى مصر قبل عام، احتفلت الحركة الإسلامية الذراع الفلسطينى لجماعة الإخوان المسلمين فى جميع أنحاء قطاع غزة وأطلق مقاتلوها المسلحون أعيرة نارية فى الهواء.
وخلال الأسبوعين الماضيين، خيمت أجواء من الكآبة على أنصاره بالحركة.
الألمانية: غزة تعانى من أزمة فى نقص الوقود بعد هدم الأنفاق
الثلاثاء، 16 يوليو 2013 10:21 م