هانى الفرماوى يكتب: الإخوان.. خطأ تاريخى صححه المصريون

الإثنين، 15 يوليو 2013 05:29 ص
هانى الفرماوى يكتب: الإخوان.. خطأ تاريخى صححه المصريون صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لدينا مثل شعبى مصرى يقول "من لا يرى من الغربال فهو أعمى" وهذا المثل يصف تحديدا من يفتقد القدرة إلى رؤية الأمور الجلية التى لا تحتاج إلى تدقيق كى تُرى، وأيضا على من يتجاهل هذه الأمور عن عمد، ويحاول تخطيها من أجل مصالح أخرى.

فمن لم يسمح لنفسه برؤية الجموع الغفيرة التى نزلت إلى الشوارع من أجل الإطاحة بالدكتور محمد مرسى، والتى قدرتها القنوات والصحف الإخبارية بأنها الأكبر فى تاريخ مصر، والشرق الأوسط، والتى أكدت بالتصوير الجوى الذى قامت به طائرات القوات المسلحة، فبالتأكيد هو نفس الشخص الذى يعجز عن الرؤية من خلال هذا "الغربال" سالف الذكر.

كذلك من يريدون تصوير الأمر على أنه انقلاب عسكرى على شرعية "أسقطها الشعب المصرى مسبقا" فهم يغالطون أنفسهم ويضللون غيرهم، فماذا كنتم تنتظرون من جيش مصر ليلبى نداء الشعب المصرى الذى ثار رفضا لحكم الإخوان!؟ لدينا علامات تعجب كثيرة لنذيل بها حديثكم المغلوط الذى ترددونه بهذا الشأن مناصرة لمن أسقطهم المصريون بأنفسهم، فالشرعية مصدرها هذا الشعب الذى انتخب مرسى حين رأى فيه من يحقق مصالحه، وهو نفس الشعب الذى ثار لإسقاطه وسحب هذه الشرعية منه حين رأى تقاعسه وفشله، وحين رأى من أفعال جماعته ما يضر بمصر وبأمنها القومى.

شخصيا كنت أحد الذين دعموا الدكتور محمد مرسى بجولة الإعادة ضد الفريق أحمد شفيق أحد رموز النظام السابق، ولم يكن ذلك ناتجا عن عشق خاص لجماعة الإخوان، كما انه لم يكن نكاية بمرشح النظام السابق، لكن كان لدى وجهة نظر أخرى مرتبطة بيقين شخصى عن طبيعة الشعب المصرى، وعن حقيقة مسعى جماعة الإخوان التى تتستر خلف الدين الإسلامى لمآرب أخرى، كنت على علم بأن هذه الجماعة تفتقد لجوهر ما تنادى به من شعارات دينية، وأن مسعاها الرئيسى كان ومازال هو السلطة التى تحقق مصالحهم ومطامعهم المحلية والدولية، وأنهم لا يتورعون عن فعل أى شىء فى سبيل ذلك، بما فيه التحالف مع الشيطان نفسه، وللعلم.. لهذا الشيطان هيئات كثيرة!

لكن وللأسف السواد الأعظم من الشعب المصرى – سواء محبو الإخوان أو كارهوهم - لم ير أيهم الوجه الحقيقى للإخوان من قبل بسبب التعصب فى هذا الحب أو فى نقيضه، فالوجه الذى يحرص الإخوان على إظهاره هو وجه "الخيِّر" الذى ينفق فى سبيل الله، ويجود بما لديه لإطعام الفقير والمحتاج، وهو أمر محمود إذا خلى باطنه من الغرض الذى لا يبتعد عن كونه "رشوة انتخابية" تصل بهم إلى مقعد أو عدة مقاعد بالسلطة، ومن اقتنع بأحد الوجهين فهو يبالغ فى حبهم أو كراهيتهم، ولذلك كان لزاما على هذا الشعب أن يُدخل الإخوان فى هذه التجربة فى هذا الوقت بالتحديد ليثبت هذا الشعب لنفسه – عن غير عمد - سوء وخطورة "الشَرَك" الذى وضعوا به أنفسهم طواعية دون تدقيق فيما قد يصيب الوطن بأكمله جراء هذه التجربة الفاشلة، فما رفضه العقل المصرى البسيط الذى انخدع بأساليب الإخوان وشعاراتهم بات الآن حقيقة واقعة يصعب رفضها، فها هم الإخوان أنفسهم يثبتون لنا وللعالم أن هذا التنظيم تنظيم متطرف فكريا، يفتقد إلى ما يؤهله للارتقاء بمصر، حتى إن تربعوا على سدة الحكم، رفضوا الحقيقة التى تقول أن الشعب هو من أسقطهم بعد عام واحد فقط، رفضا لسياساتهم ولوجوههم المتلونة وأخذوا يعيثون فى الأرض المصرية فسادا وإفسادا.

لكن لماذا وجب علينا مساعدة الإخوان على خوض هذه التجربة الآن؟ وما هى الفائدة التى تعود علينا من ذلك؟ وأيضا ما هى الضريبة التى سندفعها ويدفعها الشعب المصرى ثمنا لتجاهل معظم فئاته صوت التاريخ الذى يفضح الإخوان وتنظيمهم ويظهر دمويتهم؟

من وجهة نظرى المتواضعة فقد كان مقدرا للإخوان الوصول إلى حكم مصر يوما ما، لكن وصولهم إلى مبتغاهم بعد عدة سنوات من الآن كان فى صالحهم هم فقط، فالأوضاع الداخلية بعد عدة سنوات من بداية الثورة قد تكون حظيت ببعض الاستقرار الذى لا يضع النظام الحاكم وقتها أمام تحدٍ قوى يحتاج إلى إظهار الجانب المبدع فى هذا النظام للتغلب على ما يقابله من تحديات، ومن هنا كانت فرصة الإخوان للسيطرة واستثمار إنجاز من سبقهم يسيرا وسهلا، على عكس الفترة الحالية، خصوصا فى ظل العقلية الإخوانية التى تفتقد إلى الإبداع والتفكير العملى والعلمى، والتى تميل دوما إلى إلصاق فشل الجماعة بالآخرين لا إلى العمل على علاج أسباب هذا الفشل، وهم كما أدرك الغالبية مؤخرا.. كذبة، ومن هنا تكون الفائدة الأولى هى فضح هذا الفصيل من خلال التجربة الفعلية، وانطلاقا من نفس التجربة أعتقد أن هناك فئة كبيرة من المجتمع المصرى ستحاول ألا تقع فى نفس الخطأ مرات أخرى مقبلة، وبالتالى سيكون هناك طريقة أخرى للحكم على من يقدمون أنفسهم إلى الشعب المصرى، خاصة إذا اقترن هذا التقديم بثوب من التدين.. فالتجربة الفاشلة أيضا لها فوائد!!

وكأحد المصريين الذين كان لهم شرف المشاركة فى إسقاط "مبارك" ونظامه، ثم المشاركة فى إسقاط "مرسى" ونظامه، أرى أن الضريبة التى يدفعها الشعب المصرى الآن لا مناص منها، ولكنى أؤكد أن الإخوان وأعوانهم سيدفعون القدر الأكبر من هذه الضريبة، فالدماء التى تراق الآن من كلا الجانبين هى دماء مصرية غالية، لم نود يوما أن تسال هكذا، والتاريخ يثبت أن من يلجأ إلى الدم فى مقاومة رغبة شعب، هو الخاسر، فما بالكم إن كان هذا الشعب مدعوما من جيشه ويلتف حول جيشه.





مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

دعبس فلسطين غزة

اللهم أحمى الجيش المصرى

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة